مقدمة
إن الأوضاع داخل الجزائر دفعت قيادة الخارج إلى التفكير بجدية على أن تحمل محمل الجد أسباب اجتماع قادة الداخل لذلك دعت الجميع إلى عقد اجتماع خارج الوطن مع توجيه الدعوة إلى قادة
الولايات التاريخية في الداخل لحضور اجتماع تونس.
-2 الأسباب الرئيسية لعقد اجتماع العقداء في الخارج
لقد استدعي إلى هذا الاجتماع قادة الولايات الستة وكان مقر الاجتماع العاصمة التونسية تونس
وقد حدد تاريخ الاجتماع أن يكون في شهر أبريل 1959 وتعود أسباب عقد الاجتماع إلى محاولة معالجة الأوضاع المتدهورة التي أصبحت تعاني منها الثورة الجزائرية والمرتبطة أساسا بالسياسة التي انتهجتها السلطات الاستعمارية وعلى رأسها الجنرال ديغول هذا إلى جانب الصراعات بين إخوة النضال في الداخل والخارج.
استطاعت هذه العوامل مجتمعة من التأثير سلبا على مسار الثورة داخليا وخارجيا لذلك اضطر بعض القادة العسكريين في الداخل إلى عقد اجتماعهم وكان الهدف نفسه وهو الإسراع في معالجة الأوضاع الداخلية قبل استفحال الأمر وانعكاسه سلبا على مسار الثورة ومن هذه المعطيات أصبحت الرؤية واضحة ومتطابقة بين قادة الداخل و القيادة في الخارج حول مصير الثورة وضرورة الإسراع إلى لم الشمل خاصة بعد التأكد من اختراق السلطات الاستعمارية لصفوف الثورة وزرع الموالين لها
ومن جهة أخرى كانت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في حاجة ماسة إلى رص صفوفها وإلى وفاق قوي بين أعضائها العسكريين منهم و السياسيين وعدم فسح المجال إلى المناورات الفرنسية لضرب الوحدة الوطنية .
-3العقداء العشرة في الخارج
تكمن أهمية الاجتماع في حضور قادة الداخل و الخارج وبالتالي أصبح عدد العقداء الذين حضروا الاجتماع معتبرا لذا أطلق عليه اجتماع العقداء العشرة في الخارج وقد استغرق تسعون يوما من المشاورات و الجلسات وما أثر على مشاركة عقداء الداخل هو استشهاد البطلين عميروش قائد الولاية الثالثة وسي الحواس قائد الولاية السادسة وهما في طريقهما إلى تونس للمشاركة في الاجتماع
وفي 29 مارس 1959 بجبل ثامر إلى جانب استشهاد سي امحمد بوقرة قائد الولاية الرابعة.
-4شروط مشاركة قادة الداخل في اجتماع تونس
لقد حاولت قيادة الخارج فرض شروط كانت تراها موضوعية على قادة الداخل قصد تفعيل اجتماع تونس و هي الشروط التي وضعت إلى جانب دعوة المشاركة ، و قد تمثلت هذه الشروط في وثيقة تزكية تكون كتابية يحضرها معه قائد الولاية كدليل على ثقة المجاهدين في شخصه ، هذا إلى جانب كون الاجتماع في حد ذاته حدد له مقر وزارة الدفاع التابع للحكومة المؤقتة لعقد الجلسات
وقد تسلم كل عضو مشارك مشروع وزارة الدفاع الذي أعدته خصيصا للموافقة عليه في الاجتماع و تمريره على الحضور . لقد حاولت قيادة الخارج فرض شروط كانت تراها موضوعية على قادة الداخل قصد تفعيل اجتماع تونس و هي الشروط التي وضعت إلى جانب دعوة المشاركة ، و قد تمثلت هذه الشروط في وثيقة تزكية تكون كتابية يحضرها معه قائد الولاية كدليل على ثقة المجاهدين في شخصه ، هذا إلى جانب كون الاجتماع في حد ذاته حدد له مقر وزارة الدفاع التابع للحكومة المؤقتة لعقد الجلسات
وقد تسلم كل عضو مشارك مشروع وزارة الدفاع الذي أعدته خصيصا للموافقة عليه في الاجتماع و تمريره على الحضور .
-5 نتائج اجتماع عقداء الخارج
إذا كان الاجتماع ذا دلالة سياسية إلا أنه من جانب آخر أعطى تقيما شاملا للأوضاع ذات الصلة بالثورة داخليا و خارجيا مع التركيز على التقييم العسكري لأهميته ميدانيا خاصة بعد اعتماد السلطات الاستعمارية الفرنسية على سياسة القبضة الحديدية تجاه الثورة و التي جسدتها العمليات العسكري الكبرى بقيادة الجنرال شال التي كبلت أيادي المجاهدين و حاولت تحطيم معنويات الشعب حتى يتوقف عن دعم الثورة و من الناحية السياسية و الاجتماعية كان من الضروري أيضا على قادة الثورة مواجهة المخاطر في هذا الجانب خاصة بعد أن أعلن ديغول عن مشاريعه الهدامة الرامية إلى إبعاد الشعب عن الثورة و من أهمها مشروع قسنطينة الرامي إلى إفراغ الثورة من محتواها الشعبي .
و على هذا الأساس فان الإسراع إلى مواجهة مخططات الاستعمار ضرورية من خلال توعية الشعب في القرى و المد اشر و المدن و حتى في و المحتشدات و المعتقلات و السجون وتحسيسهم بخطورة هذه السياسة على ثورتهم و مستقبل وطنهم لذلك فان النتائج الهامة لاجتماع الخارج كانت تهدف أساسا إلى وضع حد لزيادة الانزلاقات و التدهور الذي شهدته ساحة الثورة داخليا و ذلك من خلال إعادتها إلى مسارها الثوري الصحيح.