معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة
إعداد
د. عبد الرحمن بن محمد الحبيب
أستاذ مساعد، قسم الإدارة التربوية
كلية التربية – جامعة الملك سعود
مقدمة :
الإشراف التربوي ركن من أركان النظام االتعليمي يقصد به تطوير وتنمية مدخلات هذا النظام وعملياته والعمل على تحقيق فعالية هذا النظام في تحقيق أهدافه.
وتنص الكثير من تعريفات الإشراف التربوي بمفهومه الحديث على أن عملية الإشراف عملية تعاونية . ولعل أهم الأطراف القيادية التي تقع عليها مسؤولية العمل الإشرافي في المدرسة هما المشرف التربوي ومدير المدرسة .
إن المفاهيم الحديثة في الإشراف تؤكد على أهمية التعاون في العمل الإشرافي، والتأثير الإيجابي لهذا التعاون على تكامل الأدوار، وتوفير الكثير من الوقت والجهد، وتنويع الخبرات والكفايات اللازمة لممارسة العمل الإشرافي .
لكن رغم ذلك كله فإن الدراسات التي أجريت على واقع الإشراف التربوي تشير إلى وجود بعض السلبيات مثل :
- عدم كفاية الوقت الذي يقضيه المشرف التربوي في المدرسة. [ 14، 2]
- سيادة الطابع التقييمي على عمل المشرف التربوي حيث إن معظم وقته وجهده ينصب في هذا الجانب. [ 6، 4].
- غلبة الجانب الإداري في عمل مدير المدرسة على حساب الجانب الإشرافي [15، 182].
وهذه في الحقيقة، مؤشرات على أن فرص التعاون في العمل الإشرافي بين المشرف التربوي ومدير المدرسة محدودة، وأن هناك معوقات ساهمت في محدودية هذا التعاون المطلوب بينهما.
مشكلة البحث :
إن محدودية العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة مشكلة ميدانية تتضح، كما ذكر في المقدمة ، من دراسات أجريت على واقع عمل المشرفين التربويين ، أو على واقع عمل مديري المدارس بشكل منفصل . أما الدراسات التي تتناول العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف فهناك على المستوى المحلي دراسة الداود 1424ه عن العلاقة بين مديري المدارس والمشرفين التربويين، أما الدراسات من خارج المملكة العربية السعودية فإن أبرز دراستين تعرضتا لهذه المشكلة هما دراسة بستان وحجاج(1988) عن العلاقة بين الإشراف التربوي والإدارة المدرسية في دولة الكويت ، ودراسة بطاح(1991) عن علاقة المشرف التربوي بمدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم في الأردن. غير أن هذه الدراسات تركز على طبيعة العلاقة بين المشرف التربوي ومدير المدرسة من حيث إيجابيتها أو سلبيتها .
إن من الخطوات المهمة لحل أية مشكلة هي التعرف على العوامل التي تكمن وراء وجودها واستمراريتها .
وعلى حد علم الباحث لا توجد دراسة وخاصة على مستوى المملكة تتعرض لمعوقات العمل المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. ولهذا أدرك الباحث أهمية إجراء مثل هذه الدراسة لسد الثغرة في هذا المجال .
أهداف البحث :
1- التعرف على معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة .
2- التعرف على الفروق بين إجابات أفراد العينة تبعاً للوظيفة.
3- التعرف على الفروق بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغيري: الخبرة والتدريب.
أهمية الدراسة :
- تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الإشراف التربوي ودوره في تطوير العملية التعليمية .
- كما تنبع أهميتها من أهمية التفكير والعمل الجمعي في العمل الإشرافي وتأكيد
المفاهيم الحديثة على ذلك .
- ولعل أبرز ما يؤكد أهمية هذه الدراسة هو كونها الأولى - على حد علم الباحث - التي تجرى في مجال معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة .
أسئلة الدراسة :
1- ما معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة؟
2- هل توجد فروق دالة بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير الوظيفة؟
3- هل توجد فروق دالة بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغيري: الخبرة، والتدريب؟
مصطلحات الدراسة :
المعوقات : ورد في لسان العرب لابن منظور في المجلد العاشر ص 279:(عاقه عن الشيء يعوقه عوقا : صرفه وحبسه ، ومنه التعويق والاعتياق، وذلك إذا أراد أمراً فصرفه عنه صارف). ويقصد بها الباحث هنا كل ما يؤثر سلباً على قيام أو استمرارية العمل الإشرافي المشترك بين مدير المدرسة والمشرف التربوي .
العمل الإشرافي: هو مجموع الأنشطة التي يقوم بها المشرف التربوي أو مدير المدرسة والهادفة إلى تطوير العملية التربوية التعليمية لتحقق أهدافها .
المشرف التربوي: ورد في دليل المشرف التربوي ، ص 95: ( خبير فني ، وظيفته الرئيسية مساعدة المعلمين على النمو المهني، وحل المشكلات التعليمية التي تواجههم، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الفنية، لتحسين أساليب التدريس، وتوجيه العملية التربوية الوجهة الصحيحة). وهذا التعريف يتفق مع ما يقصده الباحث بمصطلح المشرف التربوي في هذه الدراسة.
مدير المدرسة : ورد في القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتي نشرت في مجلة التوثيق التربوي، العدد 44، 1421ه، ص 138 : (مدير المدرسة : هو المسؤول الأول في مدرسته وهو المشرف على جميع شؤونها التربوية والتعليمية والإدارية والاجتماعية...) وهذا هو التعريف الإجرائي المقصود في هذه الدراسة.
الإطار النظري
مفهوم الإشراف التربوي
يمكن أن تتلخص المفاهيم الحديثة لعملية الإشراف التربوي بأنها تلك العملية الشاملة التعاونية التي تهدف إلى تطوير العمل التربوي التعليمي وزيادة فعاليته.
صفة الشمول تعني أن الجهود الإشرافية التقييمة والتطويرية يجب أن تشمل كل عناصر العمل التربوي التعليمي من تلاميذ ومعلمين ومناهج وبيئة مدرسية وغيرها. تعدد مجالات عملية الإشراف التربوي يعني تعدد المهام والمسؤوليات الإشرافية وكثرتها وتشعبها كما يعني بالضرورة تعدد الأطراف التي ينبغي أن تشترك وتتعاون في أداء تلك المهام والمسؤوليات، ولعل أبرز أطراف العملية الإشرافية على مستوى المدرسة هما مدير المدرسة والمشرف التربوي.
أهمية دور مدير المدرسة الإشرافي:
إن دور مدير المدرسة القيادي للعمل التربوي التعليمي في المدرسة يؤكد ضرورة مساهمته بفعالية في عملية الإشراف التربوي. إن تمثيل مدير المدرسة للدور القيادي وتبنيه له تجعله يولي اهتماماً كبيراً للمسؤوليات الإشرافية إلى جانب المسؤوليات الأخرى وذلك للارتقاء بالعمل التربوي التعليمي إلى المستوى الذي يجعله محققاً للأهداف.
ومن الأمور التي تبرز أهمية دور مدير المدرسة في العمل الإشرافي هو وجوده المستمر في ميدان العمل مما يؤهله لمعرفة واقع المدرسة بكل تفاصيله وكذلك المتابعة المستمرة لجهود التطوير. كما يؤهله الوجود المستمر في ميدان العمل لبناء علاقة مهنية وشخصية مع التلاميذ والمعلمين وجميع العاملين في المدرسة تساعده على إحداث التأثير المطلوب في دافعيتهم وفعاليتهم.
ولعل هناك من يشير إلى بعض الصعوبات التي تقف في وجه مدير المدرسة عند ممارسته لعمله الإشرافي مثل عدم وجود الوقت الكافي لمدير المدرسة نظراً لكثرة مسؤولياته وعدم توفر المعينات البشرية والمادية بشكل كافٍ. ومن الصعوبات التي تتردد كثيراً في هذا المجال هو عدم إلمام مدير المدرسة بالتخصصات المختلفة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالإشراف على المعلمين في المدرسة.
بالنسبة لعدم توفر الوقت الكافي، فإنه من المعلوم أننا لا نتوقع أن يباشر مدير المدرسة بنفسه تنفيذ كافة المسؤوليات سواء كانت إدارية أو فنية. ذكر Whitaker and Thrner(2000) أن مما يعين مدير المدرسة على تحقيق التوازن في أدائه لمسؤولياته وترتيبه لأولويات عمله هو تصنيف أعماله حتى يعرف المسؤوليات التي لابد أن يباشرها بنفسه، والمسؤوليات التي يمكن أن يشترك مع الآخرين في تنفيذها. وتلك المسؤوليات التي ينبغي أن يفوضها للآخرين.[17، 20]
ويقول في ذلك بطاح(1991): "إن مدير المدرسة ليس هو المسؤول الوحيد عن العمل في المدرسة، خصوصاً أنه يستطيع أن يفوض بعض سلطاته إلى الآخرين من العاملين في المدرسة".[ 3، 283]
أما بالنسبة لصعوبة عدم إلمام مدير المدرسة بالتخصصات المختلفة التي تدرس في مدرسته وذلك عند إشرافه على المعلمين، فإن حقيقة شمولية عملية الإشراف وتعدد جوانبها تجعلنا ندرك أن هذه الصعوبة تتعلق بجزئية من العمل الإشرافي، هذه الجزئية هي تنمية المعلمين وتقييمهم في مجال تخصصهم. مدير المدرسة هنا له مجال واسع في تنمية المعلمين في جوانب أخرى غير التخصص مثل ضبط الصفوف وإدارتها وإثارة تفاعل التلاميذ. وبناء علاقات إيجابية مؤثرة مع التلاميذ. بالإضافة إلى هذا، المجال أيضاً واسع أمام المدير في العمل الإشرافي في محاور أخرى مثل التلاميذ والمنهج والبيئة المدرسية [ 3، ص283].
أهمية دور المشرف التربوي:
تنبع الأهمية هنا من كون المهمة الأساسية للمشرف التربوي هي الاضطلاع بالمسؤوليات التي من شأنها تطوير العمل التربوي التعليمي في المدرسة. ويؤكد هذه الأهمية ما تشير إليه الدراسات من تركيز الكثير من مديري المدارس على المسؤوليات الإدارية أكثر من المسؤوليات الفنية [15، 182؛ 18،80؛ 5،66].
هذا الواقع للإدارة المدرسية يجعل الحاجة ماسة إلى وجود المشرف التربوي الذي يفترض أن يعالج هذا الخلل ويسد هذا النقص. ومما يؤكد أهمية دور المشرف التربوي في تحسين وتطوير العمل التربوي التعليمي هو ما يملكه من خبرة فنية متخصصة في المادة العلمية وطرق تدريسها. وهي خبرة اكتسبها بإعداده المسبق وكذلك – وهذا أهم – اكتسبها بتجواله المستمر بين مختلف المدارس ومواجهته لمختلف المواقف وإطلاعه على الكثير من الأفكار والتجارب.
ولعل موقع المشرف التربوي كحلقة وصل بين مستوى التخطيط في إدارة التعليم ومستوى التنفيذ في المدرسة يعطي دوره المزيد من الأهمية. هذه الأهمية تأتي من دوره المفترض في ترشيد صناعة القرار في مستوى التخطيط عن طريق تزويده المخططين هناك بالمعلومات المطلوبة عن ظروف الواقع وإمكاناته، وهي معلومات ضرورية لاتخاذ قرارات قابلة للتطبيق. وانطلاقاً من هذا الموقع يفترض أن يقوم المشرف التربوي في مستوى التنفيذ بتفسير السياسات ويوضح أهداف القرارات والخطط وآليات تطبيقها، ويعمل بالتعاون مع العاملين في المدرسة على أن تكون الجهود موجهة لتحقيق الأهداف.
تبين مما سبق ذكره أن أبرز الأطراف المساهمة في عملية الإشراف التربوي هما مدير المدرسة والمشرف التربوي، كما تبين أن لكل دور أهميته وذلك نظراً لما يتميز به كل طرف.
تكامل الأدوار:
في عملية شاملة كعملية الإشراف التربوي، لا يمكن أن نتوقع أن تحقق الأدوار المستقلة المنفصلة عن بعضها، مهما كان مقدار الجهد ونوعيته، نتائج إيجابية. لذلك فإن سمة التعاونية لابد أن تكون سمة لازمة لعملية الإشراف التربوي. غير أن الواقع يشير إلي خلاف ذلك [3، 282؛ 10، 471؛ 6، 2].
العوامل التي تقف وراء هذا الواقع في مجال التعاون متعددة، ومن هذه العوامل واقع الإدارة المدرسية من حيث ضعف الإعداد والتدريب وقلة الدعم المادي والبشري لها من قبل الوزارة وإدارة التعليم [13، 106].
ومن العوامل أيضاً واقع الإشراف التربوي من حيث قلة الوقت الذي يقضيه المشرف التربوي في المدرسة، ومن حيث تركز الجهد الإشرافي على أعمال يغلب عليها الطابع التقييمي [6، 4].
وهذا مرتبط بسياسات اختيار المشرفين التربويين وإعدادهم لأدوارهم وتدريبهم عليها أثناء الخدمة، وكذلك مرتبط بقلة عدد المشرفين التربويين مقارنة بعدد المدارس والمعلمين.
هناك عامل آخر لا يقل عن العوامل السابقة أهمية وهو أن الوزارة وإدارات التعليم، رغم أنهما تحثان على التعاون بين مدير المدرسة والمشرف التربوي، لم تتبعا ذلك بتوضيح وتحديد آليات هذا التعاون المطلوب. ومما صدر بهذا الشأن هو ما ورد في الفقرة الثامنة من المادة الخامسة عشرة في الفصل الثالث من القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتي صدرت بقرار من وزير المعارف ونشرته مجلة التوثيق التربوي الصادرة عن الوزارة في عددها 44 عام 1421ه، ص 139. والتي تخص مسؤوليات مدير المدرسة وتقول:" التعاون مع المشرفين التربويين وغيرهم ممن تقتضي طبيعة عملهم زيارة المدرسة وتسهيل مهماتهم ومتابعة تنفيذ توصياتهم وتوجيهاتهم مع ملاحظة المبادرة في دعوة المشرف المختص عند الحاجة".
بالنظر إلى هذه العبارة، ندرك أنها عبارة عامة تركز على التسهيل والمتابعة ولكنها لم تذكر دور المدير كمشارك أساسي للمشرف التربوي.
أما القواعد التنظيمية للإشراف التربوي والتي صدرت من مكتب وزير التربية والتعليم بالتعميم رقم 22052 وتاريخ 22/1/1422ه إلى إدارات التعليم العامة في المناطق وإدارات التعليم في المحافظات وعند ذكر مهام المشرف التربوي، فإن العبارة الوحيدة التي توصي بتشجيع التعاون بين المشرف التربوي والعاملين في المدرسة هي العبارة رقم 4 والتي تقول: (توظيف مفهوم " العلاقات الإنسانية" بينه وبين العاملين في الميدان التربوي بما يحقق الشورى والرأي المشترك). وهذه العبارة بالإضافة إلى عموميتها الشديدة، فهي لم تذكر مدير المدرسة الذي يعد أهم العاملين في الميدان.
وعدم وضوح آليات التعاون المطلوب بين مدير المدرسة والمشرف التربوي عامل أشار إليه [3، 284] من ضمن المؤثرات التي تجعل علاقة المشرف التربوي بمدير المدرسة دون المستوى المأمول.
المفاهيم الحديثة تؤكد على ضرورة تكامل العملية التربوية التعليمية وضرورة النظر إليها كمنظومة تتكون من أجزاء مترابطة متفاعلة وبالتالي ضرورة التكامل في الأدوار والتنسيق بينها.
مستويات التخطيط في الوزارة وإدارات التعليم تتبنى هذه المفاهيم نظرياً حيث نلاحظ ذلك فيما يصدر عنهما من تعاميم وأدلة، لكن واقع الإدارة المدرسية وواقع الإشراف التربوي الذي تمت الإشارة إليه سابقاً يعطي صورة أخرى. استمرارية هذا الواقع تقريباً على نفس الوتيرة تثير التساؤل عن حقيقة المفاهيم المتبناة في مستوى التخطيط عن عملية الإشراف التربوي.
إن تبني المفهوم الحديث يتطلب تطوير الإدارة المدرسية وجهاز الإشراف التربوي تأهيلاً وتدريباً ودعماً مادياً ومعنوياً لتمكينهما من المشاركة بعمل تكاملي لتطوير العملية التربوية التعليمية.
ليس من المبالغة القول إن مفهوم الإشراف التربوي المتبنى والذي يعكسه الواقع هو أن عملية الإشراف التربوي عملية جزئية تتركز في الجهد التقييمي الذي يقوم به المشرف بإجراءات بسيطة محددة تتمثل بزيارة المدرسة والمعلمين في الفصول والحديث المختصر مع المعلم والمدير بعد الزيارة ثم يختتم تلك الزيارات القليلة للمعلمين في مختلف المدارس بكتابة التقارير ورفعها للمسؤولين.
أمور تساعد على تحقيق الدور التكاملي:
1- تطوير الإدارة المدرسية بالاختيار السليم للشخصيات القيادية وإعدادهم وتدريبهم لمهمة تطوير العمل التربوي والتعليمي، وكذلك توفير الدعم المادي من مبانٍ وأجهزة والدعم البشري الإداري والفني.
2- تطوير الإشراف التربوي أيضاً بالاختيار السليم لأصحاب التخصص من ذوي الشخصيات القيادية وإعدادهم وتدريبهم للعمل التطويري الشامل المتكامل ودعمهم مادياً بتوفير ما يحتاجونه من تجهيزات وتقنية حديثة تسهل لهم التخطيط والتنسيق والتواصل مع الآخرين، ودعمهم معنوياً بالتخفيف من أعبائهم الإدارية والتقييمية وإعطائهم المزيد من الثقة والصلاحيات [10، 466] وإبداء المزيد من الاحترام والتقدير لآرائهم وأفكارهم التطويرية.
ولعل من أبرز مظاهر الدعم هنا هو زيادة عدد المشرفين التربويين حتى يقل نصابهم من المدارس والمعلمين ليتوفر لهم الوقت الكافي ويستطيعوا البقاء في الميدان وقتاً أكبر يساعدهم على تعميق معرفتهم بالميدان وعلى بناء علاقة إيجابية مهنية مع العاملين في المدرسة وعلى توسيع جهودهم لتشمل محاور العملية التربوية التعليمية الأخرى مثل التلاميذ والمنهج بمفهومه الواسع والبيئة المدرسية وعلاقتها بالبيئة المحيطة.
3- توضيح العلاقة المهنية بين مدير المدرسة والمشرف التربوي، وهذا يتم عن طريق توضيح دور كل منهما، بحيث تكون طبيعة هذا الدور واضحة لصاحب الدور نفسه وللطرف الأخر. ومما ينبغي أن يتضمن التوضيح، صلاحيات كل منهما [3، ص284].
آليات العمل التخطيطية والتنسيقية والتقييمية المشتركة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي تعتبر من أهم جوانب العلاقة المهنية التي يجب أن تطالها عملية التوضيح.
4- أن يدخل النشاط المشترك بين مدير المدرسة والمشرف التربوي في عملية تقييم أداء كل منهما، وأن يكون من الجوانب الأساسية في عملية التقييم هذه.
الدراسات السابقة:
لعل أهم الدراسات في مجال العمل الإشرافي المشترك بين مدير المدرسة والمشرف التربوي هي:
أ – دراسة أحمد عبد الحسين وبستان وعلي حسين حجاج (1988م) وعنوانها: العلاقة بين الإشراف التربوي والإدارة المدرسية في دولة الكويت. والدراسة لها جانبان نظري وميداني. توصلت الدراسة في جانبها النظري وعن طريق استعراض ما كتب عن الإشراف التربوي والإدارة المدرسية إلى أن معظم الكتابات والدراسات مازالت تنظر إلى دور الإدارة المدرسية ودور الإشراف التربوي على أنهما دوران منفصلان. أما الجانب الميداني من هذه الدراسة والذي طبق على مديري المدارس والمشرفين والمعلمين لمعرفة وجهات نظرهم فقد توصلت إلى أن هناك علاقة إيجابية بين المشرف والمدير ولكن يشوبها الكثير من السلبيات مثل:
- تركيز المشرفين على الجوانب الفنية في معظم الأحوال.
- تركيز المديرين على الجوانب الإدارية في معظم الأحوال.
- لا يهتم مدير المدرسة بمناقشة أموره الإدارية مع المشرف.
- لا يهتم مدير المدرسة بالاتصال بمديرين آخرين لتبادل الخبرة معهم.
- عدم مبادرة المدير بالاتصال بالمشرف في غير أيام الزيارة.
- عدم اهتمام المدير إلى حد ما بالتعرف على مشكلات المواد العلمية والمشاركة في أساليب إشرافية كالاجتماعات وزيارات الفصول.
- تركيز الاهتمام من قبل المشرفين على الجوانب الفنية المتعلقة بمادته وعدم المشاركة في جوانب أخرى في العمل التربوي.
من مراجعة هذه الدراسة تبين أنها ركزت على طبيعة هذه العلاقة من حيث إيجابيتها أو سلبيتها عن طريق سؤال كل من المدير والمشرف عن دور الآخر وكذلك سؤال المعلم عن كلا الدورين.
ب – دراسة أحمد بطاح( 1991م) وعنوانها: " علاقة المشرف التربوي بمدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم" ، وقد أجريت هذه الدراسة على مديري ومديرات المدارس الثانوية والمشرفين التربويين بمدينة الكرك في الأردن، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستويات العلاقة بين المشرف التربوي المختص ومدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم من وجهة نظر كل من المديرين والمديرات والمشرفين التربويين. كما هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر بعض المتغيرات مثل (الجنس، والتأهيل والخبرة في مجال العمل) وكان أبرز نتائج هذه الدراسة هو:
- فيما يتعلق بمتغير الجنس، تبين أن علاقات المديرين الذكور بالمشرفين التربويين أفضل من علاقات المديرات الإناث بالمشرفين التربويين.
- متغير المؤهل عند المشرفين وكذلك عند المديرين كان له أثر إيجابي في وجود علاقات أفضل بين الطرفين.
- متغير الخبرة أيضاً تبين أنه له أثر إيجابي على وجود علاقات أفضل بين المديرين والمشرفين، حيث وجد أن الذين تزيد خبرتهم عن 5 سنوات من كلا الطرفين كانت علاقاتهم ببعضهم أفضل.
ج – دراسة عبد الرحمن حمد الداود( 1424ه( وهي دراسة محلية حديثة جداً عن العلاقة بين مدير المدارس والمشرفين التربويين، الواقع والمأمول من وجهة نظر المنتسبين لدورة مديري المدارس والمشرفين التربويين في جامعتي الإمام محمد ابن سعود والملك سعود وكلية المعلمين بالرياض. هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع مستوى العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي، وكذلك ما ينبغي أن يكون عليه مستوى العلاقة. ومن أبرز نتائج هذه الدراسة:
- ضعف العلاقة بين مديري المدارس والمشرفين التربويين في المجالات الإدارية.
- هناك تحسن طفيف في مستوى العلاقة في المجالات الفنية وخاصة في بعض الأنشطة الإشرافية التي تخص المعلم مثل إطلاع مدير المدرسة للمشرف على سجل زياراته للمعلمين والاشتراك في تقييم الأداء الوظيفي للمعلمين، والتعاون في تنفيذ بعض الأساليب الإشرافية للمعلمين. أما الجوانب الفنية التي تعاني من ضعف في مستوى العلاقة فهي التي تتعلق ببرامج النشاط والمناهج الدراسية تقييماً وتطويراً.
من مراجعة تلك الدراسات يود الباحث أن يؤكد على عدد من النقاط هي:
1- لم يعثر الباحث إلا على ثلاث دراسات فيما يتعلق بالعمل الإشرافي المشترك بين مدير المدرسة والمشرف أو العلاقة المهنية بينهما. منها دراسة واحدة على المستوى المحلي تتناول هذا الموضوع.
2- دراسة بستان وحجاج وخاصة جانبها الميداني ركزت على التعرف على طبيعة العلاقة بين المشرف والمدير من حيث إيجابيتها أو سلبيتها عن طريق التعرف على وجهات نظر كل طرف ووجهات نظر المعلمين عن نوعية المهام والمسؤوليات التي يقوم بها أو يهملها كل من مدير المدرسة والمشرف التربوي. وقد تمت الإشارة إلى نتيجة هذه الدراسة وهي كما أوردها الباحثان: "يبدو أن هناك علاقة إيجابية في الغالببين هذه الفئات الثلاث العاملة في المدرسة، غير أن هذه العلاقة تتميز بتركيز الموجهين على الجوانب الفنية في معظم الأحوال وتركيز النظار على الجوانب الإدارية في معظم الأحيان"[2, 149].
الملاحظ هنا أن القارئ يجد صعوبة في التعرف على مدى إيجابية العلاقة إذا كان مدير المدرسة يركز في معظم الأحيان على النواحي الإدارية والمشرف التربوي يركز في غالب الأحوال على النواحي الفنية البحتة.
3- دراسة بطاح( 1991م) ركزت على أثر المتغيرات الثلاثة (الجنس، الخبرة، المؤهل) على مستوى العلاقة (متدنية، مقبولة، جيدة، جيدة جداً).
أسئلة الدراسة كانت كالتالي:
- ما مستوى علاقة المشرف التربوي المختص بمدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم؟
- ما تأثير الجنس في هذه العلاقة؟
- ما تأثير التأهيل العلمي في هذه العلاقة؟
- ما تأثير الخبرة (الإدارية والإشرافية) في هذه العلاقة؟
من مراجعة هذه الدراسة تم التوصل إلى أن الباحث بطاح قد أجاب على الأسئلة الثلاثة الأخيرة، أما الإجابة على السؤال الأول فلم يتم تناوله في هذه الدراسة مع أهميته الكبيرة.
4- دراسة الداود (1424ه( لا تختلف كثيراً عن دراستي بستان وحجاج (1988م) وبطاح (1991م)، من حيث إنها دراسة تحاول أن تتعرف على واقع العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي إلا أن في دراسة الداود (1424ه( إضافة أخرى وهي أنها حاولت أن تتعرف على ما ينبغي أن تكون عليه هذه العلاقة.
5- إن جانب التعرف على طبيعة العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي جانب مهم، حاولت هذه الدراسات الإجابة على بعض الأسئلة فيه. لكن هناك جانب يعتقد الباحث أنه لا يقل عنها أهمية وهو التعرف على العوامل المؤثرة على هذه العلاقة. وهذا يعتبر خطوة أساسية أخرى نحو تطوير وتقوية هذه العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي.
مجتمع الدراسة وعينتها:
عينة الدراسة هي نفس مجتمع الدراسة حيث وزع الباحث أداة الدراسة على جميع مديري مدارس التعليم العام للبنين التابعة لوزارة التربية والتعليم داخل مدينة الرياض والذين كان عددهم عند تطبيق الدراسة 658 مديراً، منهم 393 مرحلة ابتدائية و 187 مرحلة متوسطة و 78 مرحلة ثانوية [19، 32-73].
كما وزعت الاستبانة على جميع المشرفين التربويين في مراكز الإشراف التربوي في مدينة الرياض وكان عددهم عند تطبيق الدراسة 303 مشرفاً.
بالنسبة لمديري المدارس فقد استرد الباحث 252 استبانة تم استبعاد 19 لعدم صلاحيتها وبقي 233، أما بالنسبة للمشرفين التربويين، فقد تم استرداد 163 استبانة والجداول (1) و (2) و (3) توضح توزيع أفراد العينة وفقاً لمتغيرات الوظيفة وسنوات الخبرة ومدة التدريب.
جدول رقم (1) توزيع أفراد العينة وفقاً للوظيفة
الوظيفة التكرار النسبة المئوية
مدير مدرسة 233 58.8 %
مشرف تربوي 163 41.2 %
المجموع 396 100 %
جدول رقم (2) توزيع أفراد العينة وفقاً لسنوات الخبرة
سنوات الخبرة التكرار النسبة المئوية
أقل من 4 سنوات 153 38.6 %
من 4 سنوات إلى أقل من 7 سنوات 104 26.3 %
سبع سنوات فأكثر 133 33.6 %
لم يحدد 6 1.5 %
المجموع 396 100 %
جدول رقم (3) توزيع أفراد العينة وفقاً لمدة التدريب
مدة التدريب التكرار النسبة المئوية
لا يوجد تدريب 162 40.9 %
أقل من فصل دراسي 120 30.3 %
فصل دراسي فأكثر 114 28.8 %
المجموع 396 100 %
أداة الدراسة :
تم إعداد الاستبانة بعد الرجوع إلى الأدبيات ذات الصلة بموضوع الدراسة، وكذلك بالاستعانة بعدد من مشرفي الإدارة المدرسية، ومديري المدارس المتواجدين في دورة تدريبية في كلية التربية، جامعة الملك سعود في العام الدراسي 1422 – 1423ه.
كانت الخطوة الأولى في إعداد الاستبانة هي وضع قائمة تفصيلية طويلة لمعوقات العمل الإشرافي المشترك بين المدير والمشرف. تبعتها خطوة تصنيف هذه القائمة إلى أبعاد وتصفيتها بمعالجة العبارات المتكررة والمركبة والطويلة والغامضة والعامة وغير المنتمية. عرضت الاستبانة بعد ذلك على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في قسمي المناهج وطرق التدريس والإدارة التربوية في كلية التربية، جامعة الملك سعود بالرياض، حيث تم الأخذ بملاحظاتهم وإجراء بعض التعديلات على عبارات الاستبانة.
صدق الاتساق الداخلي للأداة:
وذلك لمعرفة مدى ارتباط عبارات الاستبانة بالدرجة الكلية وذلك بحساب معامل الارتباط بين كل عبارة والدرجة الكلية، وذلك عندما وزعت الاستبانة على عينة استطلاعية عددها 43 فرداً (13 مديراً و 30 مشرفاً تربوياً) كانت درجة الارتباط عالية ودالة عند مستوى 0.01 أو مستوى 0.05.
ثبات الأداة:
تم حساب معامل الثبات باستخدام معامل الثبات (ألفاكرونباخ) حيث بلغت قيمة معامل الثبات 0.90 وهذا يدل على ثبات مرتفع للأداة.
المعالجة الإحصائية:
لتحليل البيانات في هذه الدراسة تم استخدام بعض الأساليب الإحصائية مثل التكرارات والنسب المئوية والرتب والمتوسطات الحسابية وتحليل التباين واختبار (ت) ومعامل الارتباط (بيرسون) ومعامل الثبات (ألفاكرونباخ).
نتائج الدراسة:
إجابة السؤال الأول:
ما معوقات العمل الإشرافي المشترك بين مدير المدرسة والمشرف التربوي؟
من استعراض الجدول رقم (4) نجد أنه يشتمل على التكرارات والنسب المئوية لإجابات أفراد العينة المختلفة على كل عبارات الاستبانة والتي عددها ثمان وثلاثون عبارة. كما يشتمل هذا الجدول على المتوسطات الحسابية والرتب للعبارات وكذلك المتوسطات الحسابية لكل محور من محاور الاستبانة الخمسة.
من الحقائق التي ظهرت في هذا الجدول وتسهم في الإجابة على السؤال الأول في هذه الدراسة هي أن كل العبارات قد تمت الموافقة عليها من قبل أفراد العينة بنسب عالية على أنها من معوقات العمل الإشرافي المشترك بين مدير المدرسة والمشرف التربوي. وقد تراوحت نسب الموافقة والتي هي (موافق بشدة ، موافق، موافق إلى حدا ما) بين 92.6% لأكثر عبارة وهي عبارة رقم (28) و 56.4% لأقل عبارة وهي عبارة رقم (31). المتوسطات الحسابية لهاتين العبارتين هما 4.1 لعبارة رقم (28) والتي احتلت الترتيب الأول، و 2.83 لعبارة رقم (31) التي احتلت الترتيب الأخير بين عبارات الاستبانة.
كما نلاحظ أن نسب الموافقة على اعتبار معظم عبارات الاستبانة معوقات للعمل الإشرافي المشترك كانت عالية حيث لم تقل عن 81.2% على العبارة ذات الترتيب 16. ولم تقل عن 71.8% على العبارة ذات الترتيب 28. كما أن أخر العبارات ترتيباً، كما ذكر آنفاً، لم تقل نسبة الموافقة عليها عن 56.4%، وقد يعود هذا إلى أن بناء الاستبانة واختيار عباراتها تم - كما ذكرت سابقاً – بالاستعانة بعدد من مشرفي الإدارة المدرسية ومشرفي المواد ومديري المدارس عند إعداد قائمة عبارات الاستبانة.
بالنسبة للمحاور الخمسة في أداة هذه الدراسة، فمن الجدول السابق نلاحظ أن ترتيب هذه المحاور اعتماداً على متوسطاتها الحسابية جاء كالتالي:
2- الإعداد والتأهيل والنمو المهني.
3- طبيعة العلاقة بين المشرف التربوي والمدير.
4- الأداء الفني.
5- الصفات الشخصية.
المحور ذو الترتيب الأول (الجوانب الإدارية والتنظيمية) حصل على المتوسط الحسابي (39.84). ومع أن هذا المحور اشتمل على آخر العبارات في الترتيب إلا أن هذا المحور قد اشتمل على إحدى عشرة عبارة منها ست عبارات ذات ترتيب متقدم جداً. انظر الجدول (5) نلاحظ هنا أن من هذه العبارات ما يتعلق بكثرة المهام والأعباء الإدارية والفنية الملقاة على كل من مدير المدرسة والمشرف التربوي وكثرة المعلمين الذين يطالبون بالإشراف عليهم، وهذا أمر أكدته بعض الدراسات مثل [12، 105؛ 7، 241؛ 17، 16].
جدول رقم (5) العبارات التي وردت ضمن محور (الجوانب الإدارية والتنظيمية) مرتبة تنازلياً حسب متوسطاتها الحسابية.
الرقم العبـــارة المتوسط الحسابي الترتيب
28 كثرة المهام المسندة لمدير المدرسة 4.10 1
34 عدم ملاءمة بيئة بعض المدارس وإمكانياتها للعمل الإشرافي المشترك. 3.85 4
30 عدم تنسيق المشرف التربوي المسبق مع مدير المدرسة قبل الزيارة. 3.84 5
29 كثرة المهام المسندة للمشرف التربوي. 3.84 6
36 كثرة المعلمين لدى مدير المدرسة. 3.77 7
35 زيادة العبء الإشرافي بالنسبة للمشرف التربوي. 3.77 8
32 قلة زيارات المشرف التربوي للمدرسة. 3.69 12
37 عدم وضوح وتحديد العلاقة المهنية بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. 3.68 13
38 تكليف المشرف التربوي بمهام تقييميه لعمل مدير المدرسة. 3.39 19
33 عدم تدوين مدير المدرسة لأعماله وتوثيقها في السجلات بشكل منتظم. 3.35 21
31 عدم توثيق بعض المشرفين التربويين لزياراتهم في سجل الزيارات. 2.83 38
قضية التنسيق قبل الزيارة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي احتلت ترتيباً متقدماً وهذا أمر طبيعي لأن التنسيق سواء في الزيارة أو غيرها مفتاح التعاون بين طرفين مهمين في عملية الإشراف، كما أنه عامل مهم في أن يكون كل منهما قد تهيأ للمشاركة فيما يخصه في هذه العملية.
بيئة المدرسة وإمكاناتها احتلت الترتيب الرابع كمعوق وذلك لأهمية وجود المرافق والتجهيزات المناسبة للتطبيقات الإشرافية [10، 471].
محور (الإعداد والتأهيل والنمو المهني) والذي احتل الترتيب الثاني بمتوسط حسابي 33.86. قد اشتمل على عشر عبارات منها ست عبارات ذات ترتيب متقدم نوعاً ما. تقع في النصف الأول في الترتيب من مجمل عبارات الاستبانة وهي (10، 11، 14، 15، 17، 18). كما أن هذا المحور يشتمل على عبارتين من ذوات الترتيب المتأخر جداً مثل (33، 34) انظر الجدول رقم (6).
جدول رقم (6) العبارات التي وردت ضمن محور (الإعداد والتأهيل والنمو المهني) مرتبة تنازلياً حسب متوسطاتها الحسابية.
الرقم العبـــارة المتوسط الحسابي الترتيب
5 عدم كفاية إعداد مدير المدرسة وتأهيله للعمل الإشرافي. 3.69 10
9 الاختلاف حول معايير تقييم المعلمين بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. 3.69 11
6 عدم كفاية إعداد المشرف التربوي وتأهيله للعمل الإشرافي. 3.65 14
10 تباين مستوى الخبرة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي. 3.64 15
7 المهام الإشرافية المطلوبة من المشرف التربوي غير واضحة. 3.41 17
2 تباين التخصص بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. 3.39 18
4 عدم وضوح مهام المشرف التربوي بالنسبة لمدير المدرسة. 3.26 25
3 عدم وضوح مهام مدير المدرسة بالنسبة للمشرف التربوي. 3.20 27
8 المهام الإشرافية المطلوبة من مدير المدرسة غير واضحة. 3.10 33
1 تباين المستوى التعليمي بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. 3.07 34
احتل هذا المحور الترتيب الثاني بين المحاور الخمسة وذلك لأهمية هذا المحور وأثر الإعداد والتأهيل للعمل الإشرافي ولذلك نلاحظ أن أول العبارات التي تصدرت في هذا المحور كمعوق هي:
- عدم كفاية إعداد مدير المدرسة وتأهيله للعمل الإشرافي، وهذه حقيقة ملاحظة في الميدان وأكدتها بعض الدراسات [3، 295].
- الاختلاف حول معايير تقييم المعلمين بين المشرف والمدير قد يكون تفسيرها
قلة الوقت الذي يقضيه المشرف التربوي مع المعلم، وذلك بعكس مدير المدرسة.
ومن الدراسات التي أشارت إلى هذا التفاوت [10، 459 ؛ 3، 283].
- عدم كفاية إعداد المشرف التربوي وتأهيله للعمل الإشرافي، احتلت الترتيب الرابع عشر من بين 38 عبارة، وهذه نتيجة متوقعة لأن برامج إعداد المشرفين التربويين غير متوفرة إلا على هيئة دورات قصيرة لا تكاد تفي بالحاجة، أما الدورات المكثفة أو الدبلومات لإعداد المشرفين قبل التحاقهم بالمهنة فلا وجود لها.
- التباين في الخبرة والتخصص والمؤهل العلمي ورد كمعوق في هذا المحور ولعل أهم أنواع التباين هو في مستوى الخبرة في العمل القيادي الإشرافي في الميدان التربوي، والخبرة إما تكون في عدد السنوات بحيث يكون في الغالب مدير المدرسة أكثر، وقد يكون التباين في الخبرة في العمل الإشرافي الفني فيكون المشرف بحكم تركيزه على هذا الجانب وبحكم مروره على مدارس متعددة أكثر خبرة من مدير المدرسة، وهذا قد يوجد تبايناً في وجهات النظر وخاصة في مجال التقييم الذي يستأثر بالكثير من الجهود، حيث إن هذا التباين قد يحد من فرص التعاون وخاصة بالأمور الفنية البحتة في الإشراف على المعلمين.
- أما تباين المؤهل العلمي فقد احتل ترتيباً متأخراً كمعوق وذلك لتقارب المؤهلات العلمية في الوقت الحاضر بين مديري المدارس والمشرفين.
- عبارات عدم وضوح مهام مدير المدرسة للمشرف والعكس نالت ترتيباً متأخراً كمعوق، وكذلك وضوح مهام مدير المدرسة بالنسبة له، أما وضوح مهام المشرف التربوية بالنسبة له نفسه فقد نالت ترتيباً متقدماً نسبياً وذلك لأن المهام المطلوبة منه واسعة ومتعددة والوقت المتوفر له قصير مما يجعله في حيرة عن حقيقة المطلوب منه [11، 62 ؛ 10، 449].
محور (طبيعة العلاقة بين المشرف التربوي ومدير المدرسة) جاء في الترتيب الثالث بمتوسط حسابي (22.41). وعبارات هذا المحور يقع ترتيبها في النصف الثاني من مجمل عبارات الاستبانة ماعدا العبارة رقم (23) التي حصلت على الترتيب السادس عشر. من بين عبارات الاستبانة، انظر الجدول رقم (7).
جدول رقم (7) العبارات التي وردت ضمن محور (طبيعة العلاقة بين المشرف التربوي ومدير المدرسة) مرتبة تنازلياً حسب متوسطاتها الحسابية
الرقم العبـــارة المتوسط الحسابي الترتيب
23 مجاملة مدير المدرسة للمشرف التربوي. 3.50 16
21 تكليف المشرف بالتحقيق في قضايا قد يكون مدير المدرسة طرفاً فيها. 3.36 20
24 عدم اهتمام المشرف بإنجازات مدير المدرسة. 3.34 22
22 ضعف العلاقة بين المشرف التربوي ومدير المدرسة. 3.27 24
25 عدم اقتناع المشرف التربوي بقدرات مدير المدرسة الإشرافية. 3.22 26
26 عدم اقتناع مدير المدرسة بقدرات المشرف التربوي. 3.10 31
27 قيام المدير بالتقليل من قيمة توجيهات المشرف عند المعلم. 2.85 37
أن يجيء محور العلاقة في الترتيب الثالث له دلالة على التحسن النسبي في العلاقة بين المشرف التربوي والعاملين في المدرسة وخاصة مدير المدرسة والمعلم ولعل مرد هذا في المقام الأول إلى التقارب في مستوى المؤهلات العلمية بينهم. العبارات (24، 25، 26، 27) نالت ترتيبات متأخرة نوعاً ما وترتيبات متأخرة جداً وهذا مما يدعم التعليل السابق.
عبارة (22) والتي حصلت على الترتيب (24) بين عبارات الاستبانة كمعوق تعكس التحسن النسبي في العلاقة بين مدير المدرسة والمشرف التربوي. ولكن لابد من الإشارة هنا الى أن مستوى ونوعية العلاقة لاتزال تشكل عائقاً أمام العمل الإشرافي المشترك، حيث بلغت نسبة الموافقة على كونها من معوقات العمل المشترك 76.8% ويؤيد ذلك نتائج [8 ، 26].
تكليف المشرف التربوي بالتحقيق في قضايا قد يكون المدير طرفاً فيها نالت الترتيب (20) كمعوق بين عبارات الاستبانة، كونها تحتل الترتيب المتوسط يدل على أثر هذا الإجراء على العلاقة المهنية بين المدير والمشرف.
مجاملة مدير المدرسة للمشرف التربوي في تقييمه أو توجيهاته على حساب المعلمين نالت ترتيباً شبه متقدم (16)، وهذه نتيجة قد تفسر بعوامل نفسية تخص شخصية مدير المدرسة أو المشرف التربوي وقد تفسر بعوامل فنية وذلك تسليماً من مدير المدرسة لمن يرى أنه أكثر منه إلماماً بالجوانب الفنية في أداء المعلمين وهذه المجاملة تعيق العمل الإشرافي المشترك لأنها تلغي المشاركة الجادة الإيجابية من قبل مدير المدرسة.
أما محور (الأداء الفني) فقد تضمن ثلاث عبارات احتلت رتباً متقدمة جداً هي (2، 3، 9)، إلا أن هذا المحور احتل الترتيب الرابع بين المحاور بمتوسط حسابي 17.86. انظر الجدول رقم (
.
جدول رقم (
العبارات التي وردت ضمن محور (الأداء الفني) مرتبة تنازلياً حسب متوسطاتها الحسابية.
الرقم العبـــارة المتوسط الحسابي الترتيب
12 التفاوت بين المشرفين في توجيهاتهم للمعلمين. 3.94 2
13 عدم تعرف المشرف مسبقاً على أوضاع المدرسة وظروفها قبل الزيارة. 3.89 3
14 سيادة الطابع التفتيشي على عمل بعض المشرفين. 3.73 9
15 كثرة طلبات المشرف التربوي من مدير المدرسة خلال الزيارة. 3.30 23
11 عدم تحديد المشرف التربوي للهدف من زيارته للمدرسة. 3.10 32
التفاوت بين المشرفين في توجيهاتهم للمعلمين احتل الترتيب الثاني بين عبارات الاستبانة مما يدل على عدم قدرة المشرفين التربويين حتى الآن على التنسيق فيما بينهم وتقريب وجهات النظر فيما يخص توجيهاتهم للمعلمين. هذا التفاوت قد يقلل من ثقة المدير والمعلم على حد سواء في توجيهات المشرفين إذا لم يكن وراء ذلك التفاوت مبرر واضح ومقنع لهما.
أما عدم التعرف على أوضاع المدرسة من قبل المشرف قبل الزيارة فقد احتل الترتيب الثالث كمعوق للعمل الإشرافي المشترك وتأتي أهمية هذا الأمر من أن المشرف في هذه الحالة قد يتوقع من المدرسة مستويات من العطاء وهي غير مهيأة بإمكاناتها المادية لذلك، وقد تأتي أهمية هذا المعوق من أن مدير المدرسة قد يكون مرتبطاً بأمور أو قضايا أكثر إلحاحاً من الالتقاء بالمشرف التربوي والتنسيق والعمل معه.
سيادة الطابع التفتيشي في ممارسات المشرفين نالت ترتيباً متقدماً. والممارسة ذات الطابع التفتيشي تعنى بشكل أساسي بالتقييم وتصوير الواقع مع استخدام عنصر المفاجأة. كون هذا المعوق ينال هذا الترتيب المتقدم يدل دلالة واضحة على أن هذه الممارسة مازالت قائمة. حينئذ سيتأثر العمل التعاوني سلباً بمثل هذه الممارسات [13 20-21؛ 6، 43 ؛ 11، 59].
العبارتان (11،15) أعطيتا رتباً متأخرة من قبل أفراد العينة كمعوقات للعمل المشترك عبارة (15) والتي نالت الترتيب (23) تدل أن المشرف لا يكثر الطلبات من مدير المدرسة فيما يخص ما جاء من أجله وقد يفسر هذا بشعور المشرف باستقلالية عمله الفني، وأنه هو وحده المعني به [8 ، 26].
أما العبارة (11) والتي نالت الترتيب (32) كما يدل على أن هناك نسبة لا بأس بها من المشرفين تأتي للمدرسة بأهداف محددة للزيادة.
محور (الصفات الشخصية) جاء في الترتيب الخامس والأخير بين محاور الاستبانة بمتوسط حسابي (15.31)، وكل عباراته احتلت رتباً متأخرة جداً بين عبارات الاستبانة، انظر الجدول رقم (9).
جدول رقم (9) العبارات التي وردت ضمن محور (الصفات الشخصية) مرتبة تنازلياً حسب متوسطاتها الحسابية.
الرقم العبـــارة المتوسط الحسابي الترتيب
20 خوف المشرف التربوي من النقد. 3.18 28
21 وجود فارق السن بين المدير والمشرف التربوي. 3.14 29
18 اعتداد المشرف التربوي برأيه وتهميش رأي الآخرين. 3.12 30
17 وجود نزعة التسلط والتعالي عند المشرف التربوي. 3.01 35
19 اعتداد مدير المدرسة برأيه وتهميش رأي الآخرين. 2.96 36
ولعل تفسير هذه النتائج هو تقارب المؤهلات العلمية لكل من المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين. وهذا التفسير يصدق بشكل أكبر على العبارات (17، 18، 19) والتي تتعلق بنزعات التسلط والاعتداد بالرأي وتهميش رأي الآخرين.
أما عبارة (21) عن فارق السن بين المشرف والمدير والتي نالت الترتيب (29) فهي تدل على تقارب السن بين نسبة لا بأس بها من المديرين والمشرفين، ولعل تفسير تأخرها في الترتيب كمعوق للعمل المشترك هو أن تقارب السن يرتبط بتقارب الخبرة في المجال التربوي التعليمي.
الإجابة عن السؤال الثاني من أسئلة الدراسة:
هل توجد فروق بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير الوظيفة؟ يتبين من النتائج التي عرضت في جدول رقم (10) أن ثلاثة محاور من محاور الدراسة الخمسة لا توجد فيها فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات مديري المدارس وإجابات المشرفين التربويين على فقرات الاستبانة. والمحاور الثلاثة هي:
- محور الإعداد والتأهيل والنمو المهني.
- طبيعة العلاقة بين المشرف والمدير.
- الجوانب الإدارية والتنظيمية.
جدول رقم (10) نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين أفراد عينة الدراسة في معوقات العمل الإشرافي المشترك تبعاً لاختلاف الوظيفة.
المحور المديرون (ن= 233) المشرفون (ن=163) قيمة (ت) مستوى الدلالة
المتوسط الحسابي الانحراف المعياري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
الإعداد والتأهيل والنمو المهني 33.82 6.34 33.91 5.9 0.13 غير دالة
الأداء الفني 19.21 3.48 15.90 3.65 9.11 دالة عند 0.01
الصفات الشخصية 16.40 3.85 13.74 4.08 6.60 دالة عند 0.01
طبيعة العلاقة بين المشرف والمدير 22.81 5.11 21.82 4.78 1.93 غير دالة
الجوانب الإدارية والتنظيمية 40.16 6.18 39.36 6.70 1.22 غير دالة
المحاور الخمسة مجتمعة 132.42 18.55 124.75 8.67 4.04 دالة عند 0.01
كما يتبين من جدول رقم (10) أن المحورين اللذين كانت الفروق بين إجابات أفراد العينة فيهما ذات دلالة إحصائية حسب نتائج اختبار (ت) هما محوري:
- الأداء الفني، حيث كانت قيمة (ت) 9.11 وهي دالة عند مستوى 0.01.
- الصفات الشخصية، حيث كانت قيمة (ت) 6.60 وهي دالة عند مستوى 0.01.
كما يتضح من هذا الجدول أيضاً أنه بالنظر إلى المحاور الخمسة مجتمعة نجد أنه توجد فروق بين إجابات أفراد العينة ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير الوظيفة (مدير المدرسة – مشرف تربوي). وقد حصلت قيمة (ت) للمحاور مجتمعة 4.04 وهي دالة عند مستوى 0.01.
الفروق التي وجدت بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير الوظيفة جاءت كلها لصالح مديري المدارس سواء في محوري (الأداء الفني) و (الصفات الشخصية) أو في (المحاور مجتمعة).
وهذه النتيجة التي وردت في جدول رقم (10) متوقعة وذلك للحيثيات التالية:
بالنسبة لمحور الجوانب الإدارية والتنظيمية وهو محور محايد في عباراته ومتوقع من الجميع أن يكون تقديرهم لها كمعوق متقارب. كذلك محور الإعداد والتأهيل وكون عباراته تشير إلى معوقات خارجه في معظمها عن تحكم المشرف أو المدير فيها وهي لا تمس ذواتهم أو ممارساتهم.
أما محور طبيعة العلاقة بين المشرف والمدير بالرغم من أنه احتل الترتيب الثالث بين المحاور إلا أن عباراته أخذت رتباً متأخرة مقارنة بمحوري (الجوانب الإدارية والتنظيمية، والإعداد والتأهيل)، وكما ذكرنا سابقاً فإن من دلالاته التحسن الجزئي الذي طرأ على العلاقة بين المشرف ومدير المدرسة نتيجة عوامل سبق ذكرها وهذا كله قد يفسر عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات أفراد العينة على عبارات هذا المحور.
أما المحاور التي تمس بشكل أو بآخر الذوات أو الممارسات وخاصة المشرفين فقد وجدت فروق ذات دلالة إحصائية لصالح المديرين وذلك لأن الدور الإشرافي في واقعنا يقع بشكل كبير على المشرف التربوي لذلك سيكون تقدير المديرين لأثر سمات المشرفين وأدائهم الفني على العمل المشترك أقوى من تقدير المشرفين. يؤيد هذا التفسير هو أن السمة ( اعتداد مدير المدرسة برأيه وتهميش رأي الآخرين) نالت ترتيباً متأخراً جداً (36) من بين 38 عبارة. وتأخر محور السمات في الترتيب كمعوق للعمل الإشرافي جاء مطابقاً لنتيجة دراسة السعود عن معوقات الإشراف التربوي في الأردن حيث جاء محور السمات في آخر المحاور (10، ص468).
إجابة السؤال الثالث:
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغيري الخبرة والتدريب؟
أولاً: ما يتعلق بمتغير سنوات الخبرة
من النظر في جدول رقم (11) يتبين أن نتائج تحليل التباين لدلالة الفروق بين إجابات أفراد العينة تبعاً لمتغير سنوات الخبرة تشير إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات أفراد عينة الدراسة في معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المدير والمشرف.
جدول رقم (11) تحليل التباين لدلالة الفروق بين أفراد العينة باختلاف متغير سنوات الخبرة.
المحور مصدر التباين درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة (ف) مستوى الدلالة
الإعداد والتأهيل والنمو المهني بين المجموعات 2 236.132 118.065 3.13 دالة عند 0.05
داخل المجموعات 387 14596.12 37.71
الأداء الفني بين المجموعات 2 11.10 5.55 0.361 غير دالة
داخل المجموعات 387 5951.67 15.38
الصفات الشخصية بين المجموعات 2 66.76 33.38 1.91 غير دالة
داخل المجموعات 387 6739.91 17.41
طبيعة العلاقة بين المشرف والمدير بين المجموعات 2 94.24 47.12 1.87 غير دالة
داخل المجموعات 387 9722.63 25.12
الجوانب الإدارية والتنظيمية بين المجموعات 2 30.68 15.34 0.377 غير دالة
داخل المجموعات 387 15741.52 40.67
جميع المحاور بين المجموعات 2 1389.9 694.9 1.93 غير دالة
داخل المجموعات 387 139160.03 359.58