مشكلة البحث
يؤدي العمل الإداري المدرسي دوراً كبيراً ويسهم إسهاماً فاعلاً في إنجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها ومتابعة معطياتها وتنفيذ برامجها.
غير أن القيادة المدرسية سواء في مدارس البنين أو البنات تتطلب ملاكات مؤهلة ناضجة وقادرة على استثمار الإمكانات وتوظيف الطاقات وتجاوز المعوقات "فالقيادة المدرسية فن يمتزج بالموهبة والاستعداد والمهارة" إنه ممارسة شاقة ذات خصوصية إبداعية تعاملية مغلفة بالفهم العميق للأنظمة وحسن التدبير والتحلي بالحكمة.
فالعمل الإداري المدرسي نسيج تحيكه الأنامل المدربة على التعامل مع خيوط الأنظمة وصياغة قنوات التنظيم والتنسيق ورسم الخطوط العريضة وتوزيع فواصل المسؤوليات وتغطية الثغرات واستكمال السجلات واستيعاب اللوائح (104:ص2).
ومن هنا يأتي الدور الكبير الذي يقوم به مدير المدرسة، كونه المسؤول الأول عن العملية التعليمية في المدرسة فهو المشرف الذي يعيش في المدرسة ويعرف مشكلاتها وحاجاتها، ويعرف قدرات وحاجات المدرسين، ويعرف أيضاً حاجات الطلبة والبيئة المحلية لذا فإن هذا كله يتطلب مهارات وكفايات خاصة من مدير المدرسة (76:ص283).
إذ يعد مدير المدرسة قائداً تربوياً مقيماً في مدرسته، فهو لا يقتصر عمله على الجوانب الإدارية فقط، ولكنه مشرف تربوي مقيم يمارس الإشراف التربوي على المدرسين والطلبة (81:ص181).
حيث أن طبيعة عمل مدير المدرسة تفرض عليه أن يقوم بدور الإشراف في مدرسته ومن الطبيعي أن يتوقع منه القيام بهذا الدور الإشرافي، فالرؤساء في المراكز الإدارية العليا والمدرسين والطلبة والأباء بل والمجتمع كلهم ينظرون إلى مدير المدرسة على أنه قائد تربوي مقيم وأن عليه القيام بدوره الإشرافي (107:ص1).
إن الإشراف الذي يقوم به مدير المدرسة هو الأنموذج الملائم مع التغيرات التي حدثت في مجال تطوير وتنمية قابليات المدرسين، وهذا يتطلب بطبيعة الحال من مديري المدارس أن يزيدوا من خبراتهم الإشرافية عن طريق الاشتراك في الدورات التدريبية التي تقام في مجال الإشراف التربوي وخاصة تلك التي تقدم دروساً خاصة لنقل المفاهيم والتطورات الحديثة للإشراف التربوي (131:ص6-3).
فالتغيرات والتطورات التي حصلت في الميدان الإشرافي فرضت على الإشراف التربوي ظروفاً جديدة فتحت له أفاقاً رحبة فأدخلت عليه وسائل ومستحدثات تتلاءم وأهدافه التي يسعى لتحقيقها، ونظراً لسعة وشمولية هذه الأهداف اقتضى اعتماد بعض مبادئ النظام اللامركزي في الإشراف بحيث تعطي المسؤوليات الإشرافية إلى بعض مديري المدارس والذين يملكون قدرة وكفاءة تؤهلهم للقيام بمتطلبات هذا العمل الإشرافي (145:ص364).
إذ جاء في ورقة عمل ندوة المتابعة والتقويم (1977) المشار إليها في مجال اتجاهات التطوير والتجديد ما يلي:-
"القيام بحملة مكثفة لتدريب مديري المدارس الابتدائية وتأهيلهم لحمل أعباء الإشراف إلى جانب أعمالهم الإدارية تطبيقاً لتجربة (المشرف المقيم) وإعفاء مدارسهم من الإشراف التربوي الاعتيادي" وقد تم تطبيق هذه التجربة من خلال فتح دورتين تأهيليتين لمديري ومديرات بعض المدارس الابتدائية في تربية بغداد (الكرخ/الرصافة)، حيث أقيمت الدورة الأولى عام 1977، وقد شارك فيها (28) مديراً ومديرة. وكانت مدة الدورة خمسة أسابيع، أما الدورة الثانية فقد أقيمت عام 1978 وقد شارك فيها (86) مديراً ومديرة وقد كانت مدة الدورة ستة أسابيع (22:ص13).
كما دعت اللجنة المكلفة بدراسة وتقويم تجربة المشرف المقيم إلى عقد حلقة دراسية تحت شعار (من أجل خلق الإدارة المدرسية القادرة على تحقيق الأهداف التربوية). وقد شارك في هذه الحلقة (70) تربوياً ومن اختصاصات مختلفة (أساتذة جامعيون، مشرفون تربويون، مشرفون مقيمون، ممثلون عن النقابات والمنظمات الجماهيرية) (23:ص2).
إن تجربة المشرف المقيم هي تجربة رائدة ضمن مجريات الإصلاح الشامل للنظام التربوي في العراق بما ينسجم ومتطلبات التحولات الثورية اجتماعياً واقتصادياً، إذ يدعو بعض التربويين إلى ضرورة رفع يد المشرف التربوي عن زميله المشرف المقيم وتركه قائماً بواجبه الإداري جنباً إلى جنب مع واجبه الإشرافي مقيماً عليهما، ويؤكد (المزبان) إلى ضرورة تعزيز تجربة المشرف المقيم والتوسع بها لأنها تعمق مبدأ الديمقراطية والنقد الذاتي بشكل فاعل سلوكي ومنهجي (98:ص2-5).
وبعد أن قامت الباحثة بإجراء مقابلة مع مدرسي ومدرسات المرحلة الثانوية في محافظة بغداد والبالغ عددهم (100) مدرس ومدرسة للتعرف على آرائهم ووجهات نظرهم بخصوص دور المدير في الإشراف التربوي من خلال الاستبانة الاستطلاعية التي وزعت عليهم (ملحق رقم 1) تبين أن هناك مشكلة تواجه إدارات المدارس بصورة عامة والمدرسين بصورة خاصة حيث أكد أغلبية المدرسين والمدرسات على أن المشرف التربوي غير قادر على تشخيص جوانب القوة والضعف الكامنة في شخصية المدرس والأساليب التي يتبعها في التدريس بشكل دقيق، بينما مدير المدرسة يكون أكثر قدرة على تطوير الأساليب التدريسية للمدرس ومساعدتهم في كيفية التعامل مع الطلبة والتفاعل مع البيئة المحلية باستعمال إمكاناتها المادية والبشرية لصالح المدرسة. فمدير المدرسة تمنحه مهامه القيام بهذا الدور الإشرافي من خلال قيامه بزيارة المدرسين في صفوفهم والوقوف على مستوياتهم التدريسية.
إذ أن مدير المدرسة يكون أكثر التصاقاً بالمدرسين والطلبة وبالتالي فهو أكثر قدرة على تحديد حاجات كليهما وتلبية هذه الحاجات، أما المشرف فهو أكثر قدرة على تقديم المساعدة المتخصصة في المجال المحدد (32: ص2).
كما أن البحث الحالي هو محاولة لتقويم الدور الإشرافي لمديري ومديرات المدارس الثانوية من وجهة نظر مدرسيها باعتبار المدرسين والمدرسات أقدر من غيرهم على إدراك جوانبه، كما أنهم عنصر مهم في تنفيذ أي برنامج تعليمي وتحقيق أهدافه التربوية، ولذلك تعد آراؤهم بمديرهم وما يمارسه من سلوك قيادي وإشرافي من أكثر الوسائل فاعلية ومن أعلاها صدقاً ومن أكثرها دلالة في دراسة وتطوير الإشراف التربوي (46:ص141).
ثانياً.أهمية البحث
تعد التربية عنصراً مهماً وعاملاً فعالاً باتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم وقد أدركت الأمم ومنها الأمة العربية أهمية التربية بوصفها أداة فعالة في بناء الإنسان وتطوير شخصيته بما يتماشى والتطورات التي تحدث في جميع مجالات الحياة (25:ص2).
فالتربية بفضلها يرقى المجتمع ويظل قائماً. والتربية لا تعني المؤسسة الرسمية- المدرسة- وإنما التربية بمعناها الشمولي متحدة مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى وكلها مجتمعة تستطيع أن تعنى بأفراد المجتمع وسلوكهم بل وتنمي هذا السلوك وتطوره وأحياناً تغيره تماماً (89:ص5).
والتربية ليست فقط ضرورة من ضرورات الحياة للإبقاء على حضارات الأمم والشعوب وتأريخها وتراثها، بل أنها في الوقت نفسه تتحمل مسؤولية المساعدة في تقدم المجتمع وتطوره، والتاريخ خير شاهد على أن المجتمعات التي بلغت من الحضارة شأناً عظيماً، وارتقت سلم التقدم والازدهار فكرياً وعلمياً وأدبياً وفنياً هي المجتمعات المتعلمة التي اتخذت من تعليم مواطنيها وسيلة فعالة لتطويرها والرقي بحضارتها (64:ص39).
فكلما ارتقى مستوى المجتمع وجماعاته كلما ازدادت ثروتها من هذا الإرث، وزادت مهمات القائمين على العملية التربوية تعقداً وتنوعاً، وهكذا تحافظ المجتمعات على شخصيتها ولا تفقد هويتها. فأساليب حياة المجتمعات وأنماط تفكيرها وقيمها وعاداتها ومعارفها لا تنتقل من جيل إلى أخر بيولوجياً، وإنما تكتسبها الأجيال المتعاقبة عن طريق التربية والتعليم (78:ص23،207).
فالتربية والتعليم هي رسالة الأنبياء والمرسلين وهي أشرف رسالة عرفتها الأمم عبر التاريخ ولا تزال تؤمن بأنها ضرورة لتحقيق التطور والنماء للأفراد والمجتمعات (39:ص1).
والعلاقة بين التربية والتعليم علاقة وثيقة فالمظهر التربوي للعملية التعليمية مرتبط بشكل وثيق بالمظهر التعليمي فعندما نعلم الطلبة فإننا في الوقت نفسه نربيهم (54:ص162).
فالتعليم عملية تطورية يسعى إليها العالم كله، وهي وسيلة تتخذها المجتمعات لتحقيق نهضتها، وضمان تطورها وارتقائها، لذلك تمعن فيها النظر، وتحكم التدبير والتقويم والتطوير لكي تجعل من نظامها التعليمي وسيلة مؤدية لتحقيق تطلعاتها بأقصى ما تطيقه إمكاناتها المتاحة (11:ص3).
ومن أهم مراحل التعليم، التعليم الثانوي فهو منعطف خطر في حياة كل فرد، ويعد أكثر مراحل التعليم حساسية، لأرتباطه بمرحلة عمرية حرجة تتسم بالمراهقة والفتوة والاستقلالية في الرأي والرغبة في إثبات الرأي، لذلك يفترض أن يكون خريجي المرحلة الثانوية على قدر كبير من التفكير الواعي والخبرات الكافية التي تؤهلهم إلى إيجاد البدائل للعمل والإنتاج الذي يهيئ الفرد والمجتمع لحقائق وديناميات عصر جديد، عصر الثورة التكنولوجية، عصر التغير المتسارع، عصر الانفتاح المعلوماتي، عصر الإنتاج (112:ص1).
وتستمد المرحلة الثانوية فلسفتها وأهدافها من أنها مرحلة تعليم (المراهق) وهي بالتالي مرحلة لها أهميتها، لما لمرحلة المراهقة من أهمية كونها مرحلة أساس في حياة نمو الفرد (19:ص374).
فالتربية الحقيقية خير من يطبقها هو مدير المدرسة الذي درس وجرب ومارس وأهل تأهيلاً جيداً وتربوياً أيضاً ويفترض فيه أن يهتم كثيراً بأولويات العملية التعليمية والتربوية، وتوظيف وتوجيه الوظائف الإدارية والإشرافية لخدمة هذا الاتجاه (79:ص2).
فكلما زاد المجتمع تقدماً ونمواً اتسعت مسؤولية الإدارة تبعاً لذلك، فالإدارة هي في الواقع عامل مؤثر في الحياة الحديثة، ووسيلة لتحقيق حياة أفضل للشعوب وقد اتضح أن التقدم في البلدان النامية لا يتم إلا عندما تكون الإدارة قادرة على أن تضع أساساً للبناء الصحيح، ثم تتطور إلى مستوى أعلى وأكثر تقدماً
(141:ص523-527).
حيث يواجه تطوير الإدارة في وقتنا الكثير من التحديات والمتطلبات ومن أهمها وجود إدارة مدرسية علمية حديثة متمثلة في مدير المدرسة، الذي يُنظر إليه على أنه ممثل للسلطة، وسلوكه القيادي يمثل عنصراً حيوياً في إدارة وتنظيم مدرسته، ومن ثم تتوقف عليه فاعليتها وكفاءتها (1:ص1).
والعلاقات الإنسانية من أهم المجالات التي تناولتها الإدارة المدرسية وذلك لضخامة الإعداد الملتحقة بالمدارس في الفئة العمرية ما بين الثالثة والثامنة عشر من مرحلة ما قبل المدرسة ومروراً بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والثانوية (40:ص32).
فالمدير الناجح هو الذي يكسب تقدير الآخرين ويستفيد بأحسن ما لديهم من قدرات ويكون ذلك كله عن طريق العلاقات الإنسانية التي تعطي سلطات غير رسمية أقوى من الرسمية تساعده على ممارسة القيادة الناجحة وتقبل الآخرين لتوجيهاته النابعة من مشاركتهم في كافة خطوات العمل المدرسي (27:ص2).
كما أن هناك علاقة ما بين الإدارة المدرسية والإشراف التربوي فكلاهما يشتركان في عنصر القيادة التربوية، ويقومان بأدوار متشابهة ومكملة لبعضها. سواء ما كان في الجانب الإداري أو الجانب الفني (الإشرافي) (108:ص9).
فالإشراف التربوي مجهود منظم وعمل إيجابي ديمقراطي يهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم ويبذل لاستشارة وتنسيق وتوجيه النمو الذاتي للمدرسين ليزدادوا فهماً بوظائف التربية والتعليم وإيماناً بأهدافها وليؤدوها ويحققوها بصورة أكثر فاعلية وليصبحوا أكثر قدرة على توجيه النمو الذاتي لكل طالب ليمارس دوره الخلاق في بناء المجتمع الديمقراطي (101:ص11).
كما أن تطوير الإشراف وتحسينه عمل بالغ الأهمية في مختلف أقطار العالم لذلك فالهدف الرئيس للقيادات التربوية هو إعادة النظر في بنية الإشراف التربوي، وقواعده وإدارته، ليظهر ذلك إيجابياً وبشكل ملموس على تحسين نوعية المدارس (80:ص1).
وتنبثق أهمية المدير كمشرف تربوي من الأدوار التي يقوم بها والمهمات التي يتولاها والوظائف التي ينجزها، فهو يمكن أن يسهم بصورة فاعلة في تحسين العملية التربوية عن طريق العمل على نمو المدرسين أثناء الخدمة وسد النقص في أعدادهم ورفدهم بأحدث الاتجاهات التربوية والاجتماعية وحل مشكلاتهم المختلفة وتذليل الصعوبات التي تحول دون أدائهم لواجباتهم بشكل سليم ونقل آرائهم ورغباتهم إلى المسؤولين، وتعميم الأساليب الحديثة في التعليم (18:ص25).
ولمديري المدارس دور أساسي في عملية الإشراف، إذ أصبح الشعار القائل "بأن المدير مشرف مقيم" مبدأ مقرراً في العملية التربوية والتعليمية فبالإضافة إلى دوره في تهيئة جو إيجابي ومناخ صحي يساعد على حسن أداء المدرسين لمهامهم وإثارة حماسهم للعمل وتعميق انتمائهم له، يمكن ان يتولى مسؤوليات إشرافية فيقضي ما لا يقل عن نصف وقته المدرسي في زيارات الصفوف واللقاءات الفردية والجمعية مع المدرسين تعزيزاً لمبدأ كونه قائداً تربوياً ومشرفاً مقيماً، وتزداد أهمية الدور الإشرافي للمدير كلما قل الدور الإشرافي للمشرف المركزي، فإذا أحسن القيام بعمله الإشرافي وأداه بروح من الزمالة والتشارك والحوار وركز على المشكلات التعليمية الكبرى وقدم باستمرار مساعدات لحل المشكلات التي يشعر بها المدرسون أكثر من سعيه لفرض طرائق وأساليب محددة، عوض عن دور المشرف المركزي (124:ص36).
حيث يتحمل المدير القسط الأكبر من الجهود والمسؤوليات التربوية بما في ذلك دوره في إرشاد وتوجيه الطلبة… وهو المربي الأول في مدرسته والمشرف على سير أعمالها بما يؤمن لها النجاح في تحقيق الأهداف التي أوجدت من أجلها. إن وظيفة المدير الأساسية هي تحقيق الانسجام والتقارب بين أهداف الفرد وأهداف الجماعة والعمل على إزالة التناقض بينهما (58:ص
.
ويتوقف نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها على المدير كونه القائد التربوي والركيزة الأساسية في النهوض بمستوى التعليم وتحسينه والعنصر الفعال الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلوغ غاياتها وتحقيق دورها في بناء المجتمع وتطويره (87:ص1).
فمدير المدرسة يعنيه كثيراً أن تقدم مدرسته أفضل أساليب التعليم والتدريس وعليه حث المدرسين لأستخدام أفضل الأساليب التربوية لتعليم الطلبة، وأن يعمل جاهداً على التأكد من قدرات المدرسين ومهاراتهم والعمل على تطويرهم وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم، والتنسيق بينهم وبين الإدارة التعليمية (69:ص1).
ومن هنا تبرز أهمية مدير المدرسة من خلال ما يقوم به من دور أساس في تسيير العملية التربوية وإنمائها، فهو القائد التربوي المسؤول عن الإشراف وتصريف الأمور الإدارية المتعددة التي تخلق البيئة التربوية المناسبة من جهة وهو المشرف التربوي المقيم الذي يتابع سير العملية التربوية ويشرف عليها بانتظام واهتمام من جهة أخرى (16:ص197).
كما تظهر أهمية البحث في تشخيص جوانب القوة والضعف في الدور الإشرافي التربوي لمدير المدرسة لغرض تعزيز الجوانب الإيجابية، ووضع الحلول لمعالجة الجوانب التي كان الاهتمام بها قليلاً أو واجهت الإدارة فيها بعض المشكلات.
كما أن هذا البحث يلبي حاجة وزارة التربية لبيان الدور الذي يؤديه المدير في العملية الإشرافية مما يساعد وزارة التربية انتقاء العناصر الكفوءة علمياً وتربوياً لإدارة المدرسة.
ثالثاً.أهداف البحث
يهدف البحث التعرف على الدور الإشرافي لمديري المدارس الثانوية من خلال تحقيق الهدفين الآتيين:
أولاً: ما الدور الإشرافي لمديري المدارس الثانوية من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية؟
ثانياً: التعرف على الفروق بين آراء المدرسين والمدرسات في الدور الإشرافي لمديري المدارس الثانوية.
ولتحقيق هذا الهدف سوف يتم التحقق من صحة الفرضيتين الآتيتين:
الفرضية الأولى:لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بمستوى دلالة 0.05 بين آراء المدرسين والمدرسات في نظرتهم للدور الإشرافي لمديري المدارس وفقاً لمتغير الجنس.
الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بمستوى دلالة 0.05 بين آراء المدرسين والمدرسات في نظرتهم للدور الإشرافي لمديري المدارس وفقاً لمتغير مدة الخدمة.
رابعاً.حدود البحث
يقتصر البحث الحالي على تقويم الدور الإشرافي لمديري المدارس الثانوية النهارية للبنين والبنات في محافظة بغداد للسنة الدراسية (2002-2003) على وفق ما يراه أعضاء الهيئة التدريسية.
خامساً.تحديد المصطلحات
* التقويــم:
1- يعرفه هاملتون (Hamilton David)، 1976، بانه (العملية أو العمليات التي يستعملها لوزن المزايا النسبية لتلك البدائل التربوية التي تعد في وقت من الأوقات واقعة في مجال التطبيق) (142:ص118).
2- يعرفه روجر كوفرت (Roger Covert)، 1979، بأنه (سلسلة من المقاييس المتعلقة ببرنامج ما لأغراض الوصف والمقارنة والتحليل والفهم والتوضيح) (146:ص118).
3- يعرفه سرحان، 1988، بأنه (تحديد مدى ما بلغناه من نجاح في تحقيق الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، بحيث يكون عوناً لنا على تحديد المشكلات وتشخيص الأوضاع، ومعرفة العقبات بقصد تحسين العملية التعليمية، ورفع مستواها ومساعداتها على تحقيق الأهداف (55:ص125).
4- يعرفه شحاته، 1998، بأنه (مجموعة الأحكام التي نزن بها جميع جوانب التعليم والتعلم، وتشخيص نقاط القوة ونقاط الضعف فيها بقصد اقتراح الحلول التي تصحح مسارها.
(61: ص204).
5- يعرفه عودة، 1998، بأنه (عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات بغرض تحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية واتخاذ القرارات بشأنها لمعالجة جوانب الضعف وتوفير النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها) (70:ص25).
6- يعرفه كامل وطه، 1999، بأنه (عملية واسعة مستمرة لا تقف عند حد معين لعدم وجود حد معين للتطور أو النمو التربوي) (90:ص15).
7- ويعرفه القطامي، 2000، بأنه (عملية الكشف عن مدى ممارسة الطالب لاستراتيجية التعلم) (88:ص287).
التعريف الإجرائي
هو عملية الوصول إلى حكم على الدور الإشرافي لمدير المدرسة الثانوية في ضوء البيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها من خلال استجابة المدرسين والمدرسات عن فقرات الاستبانة المعدة لهذا الغرض.
1-الــدور:
1- يعرفه الدسوقي ، 1969، بأنه (توجيه أو تفهيم عضو الجماعة بالجزء الذي ينبغي أن يلعبه في التنظيم) (45: ص276).
2- يعرفه لنجسجي، 1976، بأنه (تنظيم اجتماعي يدل على مجموعة من التوقعات أو الاستجابات المكتسبة المتوقعة) (91:ص170).
3- يعرفه المرسي، 1984، بأنه (مجموعة من الأنشطة المرتبطة أو الأطر السلوكية التي تحقق ما هو متوقع في مواقف معينة، ويترتب على الأدوار إمكانية التنبؤ بسلوك الفرد في المواقف المختلفة) (102:ص24).
4- يعرفه صالح، 1985، بأنه (نشاط الفرد في النظام الاجتماعي الذي يعمل فيه والذي لا يتم باعتباره فرداً مجرداً، ولكن كونه فرداً يشغل دوراً معيناً في هذا النظام. وأن ممارسة الفرد لدوره الرسمي تتأثراً بذلك النسيج المعقد للمشاركة الإنسانية، وما يرافقها من سلوك يظهر في حياة النظام) (68:ص294).
5- يعرفه الوقفي، 1998، بأنه (كل وضع تنغمس فيه طوعاً أو كرهاً ويقتضينا بضروب معينة من السلوك تفرضها طبيعة المركز، أو هو الجانب الديناميكي أو السلوك للمركز) (123:ص708).
التعريف الإجرائي
مجموعة من المهام والمسؤوليات الإشرافية التي يقوم بها مدير المدرسة الثانوية في ضوء الصلاحيات الممنوحة له من قبل وزارة التربية، وكذلك من خلال استجابة أفراد العينة لأسئلة الاستبانة والدرجة التي سيحصل عليها تمثل سمة الدور الذي يلعبه المدير في الإشراف التربوي).
* الإشـراف:
1- يعرفه الأفندي،1980، بأنه (يعمل على النهوض بعمليتي التعليم والتعلم) (9:ص1).
2- يعرفه وايلز بوندي (Wiles & Bondi )،1980، بأنه (مهمة قيادية تمد الجسور بين الإدارة والمناهج والتدريس وتنسيق النشاطات المدرسية ذات العلاقة بالتعلم) (138:ص11).
3- يعرفه عبيدات، 1981، بأنه (عملية الاتصال والتفاعل بين مختلف عناصر العملية التربوية وعناصرها لتحقيق فرص تعلم ونمو مناسبة للطلاب ونمو مناسبة ولسائر الأطراف) (77:ص3).
4-يعرفه "دليل المشرف التربوي" 1985، بأنه (نشاط موجه يعتمد على دراسة الوضع الراهن ويهدف إلى خدمة جميع العاملين في مجال التربية والتعليم، لأطلاق قدراتهم ورفع مستواهم الشخصي والمهني بما يحقق رفع مستوى العملية التعليمية ويحقق أهدافها) (26:ص13).
التعريف الإجرائي
هو عملية قيادية تهدف إلى دراسة الظروف جميعها التي تؤثر على نمو المدرسين ورفع مستواهم العلمي والثقافي من خلال إطلاعهم على أحدث المستجدات في المجال التعليمي والتربوي ومشاركتهم في الندوات والمؤتمرات التي يقيمها مديرو ومديرات المدارس الثانوية).
* مدير المدرسة الثانوية:
1- عرفته حنان،1970، بأنه (المدرس الذي يعهد إليه إدارة المدرسة سواء أكانت كاملة الصفوف أم غير كاملة. وهو رئيس الهيئة التدريسية والمشرف على أعمال المدرسة والمنظم لعلاقات أفرادها، بعضهم بالبعض الأخر) (20:ص16).
2- يعرفه القاسم، 1975، بأنه (الرئيس الذي يباشر إدارة المدرسة في الجانبين النمطي (الروتيني أو الكتابي) والفني وبهذا ينسحب هذا المصطلح على مدير ومديرة المدرسة الثانوية فقط) (85:ص39).
3- يعرفه سلمان، 1987، بأنه (أحد أعضاء الهيئة التدريسية الذي تعهد إليه إدارة المدرسة، ويفضل أن تكون له خبرة لا تقل عن خمس سنوات في التدريس، ويفضل أيضاً أن عمل معاوناً لفترة من الزمن) (56:ص49).
4- يعرفه الشماع، 1999، بأنه (ذلك الفرد الذي تتكون فعالياته الأساس من التخطيط واتخاذ القرار، والتنظيم، والقيادة والتحفيز، والرقابة) (62:ص1).
التعريف الإجرائي
هو أحد أعضاء الهيئة التدريسية والمشرف على سير التدريسات وهو من تخرج من كلية التربية بدرجة بكالوريوس وفي الغالب يكون قد عمل معاوناً).
* المدير مشرف تربوي مقيم:
1- يعرفه صبحي ومحمد، 1970، بأنه (قائد المدرسة ورئيس الهيأة التعليمية والمشرف المباشر على أعمالها والمنظم لعلاقاتها في الداخل والخارج بالتعاون مع الهيأة التعليمية، وهو مسؤول عن مراقبة سير أعمال المدرسة وفعالياتها ونشاطها وتقدمها ورفع المستوى العلمي والخلقي والاجتماعي فيها) (38: ص112).
2- يعرفه الدويك، 1984، بأنه (قائد تربوي مهمته التنسيق بين كافة الجهود وتوفير كافة التسهيلات والإمكانات لتحقيق أهداف المدرسة التي يقودها. والتي تنبع من فلسفة التربية وأهدافها ومتطلباتها في المجتمع الذي ينتمي إليه ) (42:ص 81).
التعريف الإجرائي
وهو من يحتل مركز القيادة في المدرسة ويمارس الأعمال الإشرافية والفنية بالإضافة إلى مهامه الإدارية كما ورد في نظام المدارس الثانوية لسنة 1981، الذي حدد من قبل وزارة التربية بالإضافة إلى أراء المدرسين والمدرسات والتي تم التعبير عنها من خلال الإجابة على أسئلة