نظريات التعلم
ما هو التعلم اولا، و ما هي شروطه ؟
مفهوم التعلم :
التعلم هو النشاط الدي بموجبه يكتسب الفرد المعارف و المهارات و المواقف التي بفضلها يشبع حاجاته و دوافعه. و هو عملية تغيير دائم في سلوك الانسان .
و التعلم عملية تحصيل لسلوك أو تصرف معين. شريطة أن يتم هدا التحصيل في وضعية محددة تسمى بالوصعية التعليمية .و دلك من خلال التفاعل الدي يحدث بين المتعلم و موضوع التعلم .
و للتعلم عناصر و شروط منها :
*النضج و التدرب :فتعلم اللغة مثلا عند الانسان يتوقف على مدى تدريبه عليها .لأن نضج جهازه الصوتي لا يكفي لوحده لتعلم اللغة ( اي لاحداث التعلم ) .
*الدافعية : بحيث لا تعلم بدون دافعية .
*موضوع التعلم : و موضوع التعلم يمكن ان يتخد صورا عدة -تعلم الأفكار و المواقف .المهارات ................
*الوضعية التعليمية : و تشمل السياق العام الدي يجري فيه التعلم: تلقائي قصدي
1- نظرية التعلم السلوكية
ما هي قوانين التعلم عند السلوكية ؟
قانون المران و التدريب:
فالروابط في القانون السلوكي تتقوى بالاستعمال و تضعف بالاغفال المتواصل .
قانون الأثر :
و معناه أن هده الروابط تقوى و تكتسب ميزة على غيرها و تؤدي إلى صدور رضى عن الموقف إذا كانت النتائج ايجابية .
بعد دمج أعمال كل من (واتسون و بافلوف و غيرهم ) ستصبح نظرية الاشراط الكلاسيكية
ذات بعد مركزي في النظرية السلوكية .فما هو الجهاز المفاهمي للنظرية الاجرائية في التعلم ؟
نجد مفهوم السوك و مفهوم المثير و الاستجابة , ومفهوم الاشراط الاجرائي و مفهوم التعزيز و العقاب .
مفهوم السلوك
حسب سكينر : السلوك مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي طبيعيا كان او اجتماعيا
مفهوم المثير و الاستجابة :
لقد عرفت السلوكية بمفهوم المثير و الاستجابة ,اد لا استجابة عندهم دون مثير .
مفهوم الاجراء .
و حسب سكينر دائما ان السلوك يسمى اجرائيا أو فاعلا بالنظر الى آثاره في المحيط البيئي .
مفهوم الاشراط الاجرائي : كل المثيرات الناتجة عن الاستجابات, هي اشراطات اجرائية .
مفهوم التعزيز و العقاب :
حسب سكينر :الرضى و الاشباع, مثيرات تضاعف عدد المعاودة الاستجابية للمثير فهو مثير معزز كنتيجة . أما القلق و الألم فيشكل مثيرا مطفئا أو مبعدا يؤدي الى تناقص الاستجابة أو المعاودة .
مفهوم التعلم :
التعلم عندهم هو عملية تغيير شبه دائمة في سلوك الفرد ,ينشأ نتيجة الممارسة و هو يظهر في تغيير الأداءات لدى الكائن الحي .
و للتعلم مبادئ في النظرية الاجرائية ,و منها ان التعلم هو نتاج للعلاقة بين تجارب المتعلم و التغيير في استجاباته .و هو يقترن دائمنا بالنتائج . و كدلك يقترن بالسلوك الاجرائي المراد بناؤه . و التعلم يبنى بتعزيز الاداءات القريبة من السلوك النمطي .و عندهم ان التعلم المقترن بالعقاب تعلم سلبي يطفئ العادات او الارتباطات .
و سكينر يطرح لنا طريقة تربوية بيداغوجية ,ترتكز على بنية صيغ تقديم المحتويات المعرفية و المفاهيم التي تشكل مادة الدروس .و دلك باخضاعها لمبادئ الاشراط الاجرائي, بتحديد المقاطع الاستجابية لها و أشكال الدعم و التعزيز , وأنماط التسلسل , و بناء التعلم . و من تم تركيز السلوكيين في بناء العادة على تجزيئها الى أجزاء متناثرة, مغرقة في التفتيت و التدرية و اعادة تركيبها من جديد جزءا بجزء . و هنا مكمن التدريس بالأهداف الدي يجعل من المعلم و المدرس هو كل شيء قطب مركزي ,هو الفاعل , هو المخطط لكل صغيرة وكبيرة في الدرس . يعد العدة و يرسم الطريقة و يوفر الوسائل الضرورية لانجاز مهمته و تحقيق أهدافه , بعيدا عن المتعلمين , و عن ظروفهو و حاجياتهم و ميولاتهم و رغباتهم و استعداداتهم . و بدلك يصبح هو مالك المعرفة. أما المتعلم فما هو الا مستجيب له راضخ خاضع لمسار الدرس .
نكتفي بهدا القدر بالنسبة المدرسة السلوكية و نلتقي في الحلقة القادمة مع المدرسة الجشطلتية .
نظرية التعلم الجشطلتية/الجشتلتية
إن بيداغوجية الجشتالت تحتكم الى مبدا الكل قبل الجزء .و الانتقال التحليلي النازل من الكل الى التركيبات الفرعية لبنية الموضوع او الظاهرة .و لدلك ف التعلم عند الجشتالتيين ينبغي ان يسير في اتجاه خلق الوعي الكافي البيئية بين الظواهر و العلاقات و المتغيرات المتحكمة فيها .و عندهم فجواب المتعلم ليس هو الهدف بل في كيفية تناول المتعلم لصيغ الجواب و مدى ادراكه لبنية الكل المتحكمة في الظاهرة او الموضوع الو المشكل المراد دراسته . و من هنا فالمعلم و المدرس حسب الجشتالتيين عليه ان يعمل على تنمية رغبة الفهم و ليس الحفظ الآني و التكرار السلبي دون فهم معمق لبنية الجشتلت .
و المعلم لدلك عليه ان ينمي رغبة الفهم بجميع البنيات المشكلة للجشتلت .
و بالنسبة لهم فان الخبرة السابقة للفرد لا تلعب اي دور حاسم في عملية الادراك بل على العكس من دلك فقد تشكل في الكثير من الاحيان معيقا مشوشا لعملية الفهم .اما بفعل الاحكام المسبقة التي تتشكل من قبل عند المتعلم .أو بفعلتوجيه انتباهه الى بعض عناصر الموضوع و اغفال بعضها .
و انطلاقا مما سبق لا بد من التدكير بمجمل المفاهيم المشكلة للنظرية الجشتالتية . و نجد منها الجشتلت :
فما هو الجشتلت ؟
حسب فريتمر هو كل مترابط الاجزاء باتساق و انتظام و كل مكوناته يكون لها ترابط فيما بينها من جهة و مع الكل من جهة اخرى .لان كل جزء من الجشتلت له مكانته و دوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل .
الاستبصار .
و هو لحظة الادراك او المتدبر التحليلي الدي يصل بالمتعلم الى اكتساب الفهم و هم يميزون بينطريقتين للاستبصار :
طريقة يقوم فيها المتعلم بسلوكات استكشافية اولية لتعرف ما تتضمنه الوضعية من خصائص و علاقات و ظواهر .يتبعها نوع من الهدوء المؤقة يداهم فيه الحل دهن المتعلم و هو ما يسمى بالاستبصار الفجائي
و طريقة يقوم فيها الفرد بمعالجة منهجية للوضعية او الموضوع بحيث يبدا بفرز عناصره و مكونات بنيته الملية لينتقل اللا بناء خطوات تسلعده على ايجاد حل للوضعية المشكلو او الظاهرة المدروسة و هنا يحاول اكتشاف العلاقات الداخلية للوضعية .
الادراك :
وهو ليس تسجيلا بسيطا للمعلومات الواردة داخل المثيرات بل هو استنتاج لما في البنية او الجشتلت و يعرفه هيلوهتر على انه حالة من الانتقال مما هو محسوس الى استنتاج و اع بالاعتماد على المعلومات الدهنية . و هم يعتبرون ان الصيغة او البنية الكلية للموضوع هي وحدها المسؤولة على عملية الادراك و حدوثه . فالجشتلت وحده يشكل عملية الادراك :. و قد ركزوا في دلك على مجموعة من القوانين ,كقانون التشابه و قانون التجاور و التقارب و قانون التماثل و غيرها من القوانين التي اعتمدوها .
البنية :
و هي تتشكل من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا بحيث ان كل تغيير في عنصر يؤدي الى تغيير البنية ككل .
مفهوم التنظيم
التعلم هو عملية الكشف عن الضيغ التنظيمية التي تحكم بنية الجشتلت .
مفهوم اعادة التنظيم :
ان بناء التعلم يقتضي الفعل في موضوعه و دلك باعادة هيكلته و تنظيمه
مفهوم الانتقال :
اد لا يمكن التحقق من التعلم الا عندما يتم تعميمه على مواقف و ظواهر مشابهة في البنية الاصلية و مختلفة في اشكال التمظهر
مفهوم الدافعية :
فتعزيز التعلم يتطلب ان يكون هناك دافع داخلي نابعا و متولدا من الدات نفسها
مفهوم الفهم و المعنى :
ان تحقيق التعلم يقتضي الفهم العميق لمجمل الخصائص و العناصر المشكلة لمفهوم التعلم و لابد من الكشف عن المعنى الدي تنتظم فيه مجمل المحددات و الفهم هو كشف استبصاري لمعنى الجشتالت
و الخلاصة ان النظرية الجشتلتية اهتمت بدراسة سيكلوجية التفكير و و الادراك المعرفي بصورة عامة ليمتد التناول العلمي لهده المدرسة الى مجالات حل المشكلات و الجماليات و الشخصية و علم النفس الاجتماعي .
النظرية البنائية
تعتبر من النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة ,خصوصا مع بياجي . هدا الاخير الدي وجه انتقادات للمدرسة السلوكية و التقليدية بوجه عام . اد في نظره انها .تفرض على المتعلم عمله. و هو عمل مناف للسيكولوجية .فالسلوكية في نظره و المدرسة التقليدية,.تتغافلان خصوصية الطفولة و طبيعتها .و هو لا يفهم الطفولة على انها تشريب الطفل مجموعة من القيم و المعتقدات و العادات السائدة ,من أجل التسريع في تكوين الانسان الراشد- من منظور الكبار -.
و التربية عند بياجي ,يجب ان تعطى فيها الفرصة كاملة , للطفل كي يعيش طفولته و يحياها. يقول بياجي :ان التربية تكييف الفرد مع البيئة الاجتماعية المحيطة به بتوظيف ميولات الطفولة نفسها ).
و من هنا فالتربية الكلاسيكية بالنسبة اليه .تقوم على الضغط و التلقي السلبي ,و هو ما يجعل الطفل نسخة لنمودج خارجي .اي اعادة انتاج السائد و فق تصور الكبار له .
و النظرية البنائية ايضا بنيت على اعتقاد مفاده ان الطفولة طبيعية ,و ان النمو العقلي يخضع لقوانين نمو ثابتة . و من تم استنتاجه ان لكل عمر مقومات لبد من مراعاتها .
مثلا :من الولادة الى السنة الثانية :يكون نوع الدكاء عملي . (حسي حركي ) و من تم فالانشطة التعليمية لابد ان تهتم بما يعمل على تنمية الحواس .
من السادسة الى السابعة :دكاء ماقبل عملياتي لغوي بالاساس .نوع الانشطة التعليمية, تركز على تمكين الطفل على كيفية تمثيل العالم الخارجي بواسطة الكلمات و الرموز ,و فسح المجال للانشطة الحركية المتنوعة .
من 7سنوات الى السن 12 :يكون الدكاء عملياتي حسي و هنا يتمكن المتعلم من بناء المفاهيم المختلفة شريطة ان تكون مستقاة ,من الوقائع و الاشياء الحسية وقد يتمكن الطفل في هدا العمر من ادراك بعض القيم الاخلاقية و ادراك مفاهيم الوزن و الحجم و الطول و الكم و الزمن و المكان كدلك ,ادراك عملية بناء العدد و المجموعات الرياضية .
من 12 فما فوق .يكتسب الطفل دكاء عملياتي صوري .و يستطيع ممارسة العمليات المنطقية و الرياضية المختلفة في بناء المعارف سواء في الانطلاق من الافكار او من الاشياء. كما يمكنه بناء و اعادة بناء الانساق و النظريات و المبادء المجردة .
ان النظرية البنائية اعتمدت في بناء التعلم على المراحل النمائية للطفل .
فما هي المفاهيم التي انبنت عليها و ركزت عليها هده النظرية ؟
نجد من ضمن هده المفاهيم مفهوم التكيف , مفهوم الاستيعاب , و التلاؤم . مفهوم الموازنة و الضبط الداتي , مفهومالسيرورات الاجرائية . مفهوم التمثل و الوظيفة الرمزية , مفهوم خطاطات الفعل .
و نجد من ضمن مبادئ هده النظرية في التعلم :
--ان التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الدات و الموضوع .
-التعلم يقترن باشتغال الدات على الموضوع .
-الاستدلال شرط لبناء المفاهيم .
-الخطأ من شروط التعلم و الفهم كدلك
-التعلم يقترن بالتجربة و ليس بالتلقين .
و هكدا ينصح بياجي المدرسين بضرورة جعل المتعلم يكون المفاهيم , ويضبط العلاقات بين الظواهر بدل استقبالها عن طريق التلقين . و و لابد من دفع المتعلم الى اكتساب السيرورات الاجرائية للموضوع قبل البناء الرمزي لها .و جعله يضبط بالمحسوس الأجسام و العلاقات الرياضية بشكل ,يراعي مراحل المتعلم النمائية . و العمل على اكساب المتعلم مناهج و طرائق التعامل..
مع المشاكل و جمع المعطيات و استثمارها و بلورة النتائج في صيغة قضايا و قوانين . و العمل كدلك على تعويد المتعلم على المقاربة الاستكشافية ,عوض الاستظهار العقيم للأفكار و النظريات . ثم العمل هلى تدريبه على التعامل مع الخطأ كخطوة في اتجاه المعرفة الصحيحة و تمكينه من المراقبة و التصحيح الداتي .
هكدا يتضح بجلاء ان النظرية البنائية اسهمت بشكل عميق و فعال في الانتقال من صيغ التربية الكلاسيكية التي لا تعترف بالطفل الى بلورة منظور بيداغوجي فعال و نشط ينطلق من الطفل و يجعله غاية في نفس الوقت .
الا انه و رغم أهمية هدة النظرية فقد وجهت لها انتقادات عدة . ندكر من بينها :
--الكونية المفرطة المسندة الى المستويات البنيوية لمراحل النمو و ربطها بمراحل عمرية خاصة .
-التقليل من كفاءات الطفل الصغير اد ان الطفل في سنواته الأولى يستطيع ان يتحكم في لغة امه و يمتلك القدرة على انجاز جمل و تركيبات لغوية مختلفة تمكنه من النتعبير عما يريد .كدلك ان طروحاته متمركزة حول الدات .
-اغفال بياجي لمسارات النمو المعرفي بعد المراهقة .
- الافراط في الأهمية الممنوحة لنشاط الدات . مع اهمال لدور العوامل الاجتماعية و الثقافية و السياقية و التعليمية في تكوين البنيات المعرفية .
كل هده العوامل استوجبت تعديلا جديكا من قبل البنائيين الجدمن أمثال nelson-anderson -karmileff/smith .
فهم ينظرون على عكس بياجي الى النمو و التعلم كسيرورتين متمايزتين . و كدلك تأكيدهم ,على أن القدرة الانتباهية لا تشكل لوحدها العامل المسؤول على نمو الأنشطة المعرفية بل ان عوامل أخرى مثل العلاقات الاجتماعية و الادراك و الصور الدهنية و معالجة المعلومات عوامل اساسية في نشاط الفرد .
و شكرا على تتبعكم و في الحلقة القادمة ان شاء الله سنتحدث عن النظرية المعرفية في التعلم .
المقاربة البنائية المعرفية
لقد ركزت هده النظرية على سيرورات الاكتساب بما في دلك سيرورة النمو . فعلى عكس السلوكية التي تركز على التعلم و تعرفه بواسطة أثر البئة في السلوك و بمعزل عن أهمية النضج اد اعتبرته كنشاط تابع للعوامل الخارجية و لا يتجاوز حدود السلوك .
و على خلاف بنيوية بياجي ,التي تهمل التعلم و لا تعطي الأولوية الا للنمو الدهني للطفل ,بحيث يتم الانتقال من الفعل الحركي المجرد عبر مراحل كبيرة للنمو . فان المعرفية تتبنى مواقف التفاعل بين ماهو داتي داخلي للفرد و ما هو خارجي اجتماعي و بين التمثلات التصورية الرمزية و العملية الحسية .بين المعارف التصريحية و المعارف الخاصة الاجرائية . بين الاشتغالات اللاواعية و بين الاشتغالات المراقبة الواعية .
فماهي أهم المبادء المأطرة لهده النظرية ؟
من اهم هده المبادي ,تعويض السلوك بالمعرفة . كموضوع لعلم النفس . فاصبحت المعرفة هي الظاهرة السيكلوجية بامتياز .
و ركزوا على ان التفاعل بين الفرد و المحيط اثناء التعلم هو تفاعل متبادل .اد انه لامعارف دون سياق واقعي تنتج و تستعمل فيه ,و ايضا ليس هناك محيط دون معارف تنظمه و تمنحه معنى .
ويمكن ان نلخص مفهوم هده النظرية في التعلم فيما يلي :
-التعلم هو تغيير للمعارف بدل تغيير للسلوك و معنى دلك انه سيرورة داخلية تحدث في دهن الفرد .
-التعلم هو نشاط دهني يفترض جملة من العمليالت .مالادراك و الفهم ,و الاستنباط .
- التعلم لا يكمن فقط في اضافة معارف جديدة بل في تشكيلها و تنظيمها في بنيات من قبيل الخطاطة ,النمودج الدهني والنظرية ...........
- التعلم يكون تابعا للمعارف السابقة .لان بدالك يتحدد ما يمكن ان يتعلم لاحقا .